جرائم الاحتلال بحق أطفال فلسطين

يدفع أطفال فلسطين الثمن الأكبر خلال العدوان الإسرائيلي الإجرامي على قطاع غزة وفي عموم الأراضي الفلسطينية، حيث تكشف الإحصائيات المروعة أن الأطفال الفلسطينيين هم الأكثر استهدافا في سياسة القتل والاعتقال التعسفي والتهجير القسري والإبادة الجماعية التي تمارسها قوات الاحتلال بشكل يومي بحق الشعب الفلسطيني. حتى الآن الإحصائيات الصادمة تقول إن العدوان الإسرائيلي تسبب في استشهاد أكثر من 13 ألف طفل، وإصابة عشرات الآلاف منهم منذ 7 أكتوبر الماضي، وأن 4 أطفال يقتلون كل ساعة في قطاع غزة، ويعاني أكثر من 600 ألف طفل فلسطيني في مدينة رفح جنوب قطاع غزة، من الجوع والخوف، وهم يواجهون في كل لحظة خطر هجوم إسرائيلي، بينما يعيش أكثر من 43 ألف طفل دون والديهم أو دون أحدهما، بسبب هذا العدوان الغاشم وحرب الإبادة المستمرة منذ 185 يوما. كما يقبع 200 طفل فلسطيني حاليا بشكل تعسفي في معتقلات الاحتلال الإسرائيلي غير القانونية، في ظروف غير إنسانية، أكدتها التقارير الصادرة عن مؤسسات حقوق الطفل المختصة ومنظمات الأمم المتحدة، والتي أشارت إلى أن قوات الاحتلال تتعمد استهداف الأطفال بكافة أنواع الأسلحة والقوة المفرطة خلال عمليات الاعتقال، بما في ذلك إطلاق الرصاص الحي، والكلاب البوليسية، إلى جانب عمليات التّرهيب، والترويع، وفي بعض الحالات يتم استخدام أفراد العائلة كدروع بشرية. إن حملة «كسوة العيد» للأطفال في غزة التي أطلقتها مؤسسة التعليم فوق الجميع بمبادرة من صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر، رئيس مجلس إدارة مؤسسة قطر ، وجهودها التي تعكس التزاما عميقا بالوحدة الإنسانية، تتجاوز مجرد توفير الدعم المباشر لهم، إلى تسليط الضوء على قضية أطفال فلسطين على الصعيد العالمي، وضرورة تحمل المجتمع الدولي لمسؤولياته في حمايتهم والتصدي للجرائم والانتهاكات لحقوقهم ومحاسبة المسؤولين عنها.