12 سبتمبر 2025
تسجيلالأحداث بدأت تتسارع وتأخذ منحنى خطيراً في اليمن، عن طريق التدخل العسكري في عملية "عاصفة الحزم" العسكرية، التي تقودها المملكة العربية السعودية في اليمن مع دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، وبمباركة عربية وأمريكية وغربية. اليمن يعيش كل مراحل "الدولة الفاشلة" على جميع المستويات، وبعد انقلاب الحوثيين، كانت هناك مقارنة دائمة بينه وبين السيناريو السوري والعراقي، وقد يكون الوضع أكثر بشاعة، حيث يوجد في كل بيت في اليمن بندقية للقتل! وفي المقابل هناك المباركات الإيرانية بالاستيلاء على العواصم التاريخية للعرب في بغداد ودمشق وبيروت وصنعاء بالإضافة إلى دور إقليمي جديد بعد الاتفاق النووي الأخير مع الولايات المتحدة والغرب! رفض الحوثيون المدعومين من طهران جميع المبادرات السياسية والمعاهدات والاتفاقيات المعقودة التي كانت تهدف إلى تحقيق الانتقال السياسي في اليمن والحفاظ على وحدته وأمنه واستقراره، ورفضوا حتى فكرة الحوار من خلال مؤتمر يعقد تحت رعاية دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية في الرياض وفي الدوحة. وبمشاركة حليفهم الثعبان الأكبر علي عبد الله صالح انقلبوا على الحكومة الشرعية وفرضوا مخططاتهم بقوة السلاح والاستيلاء على صنعاء، ثم التوجه جنوبا نحو عدن وبقية المدن، ونشروا الرعب والدمار وتجاوزوا كل الخطوط الحمراء.في المشهد الأخير وليس الآخر، يبدو أن تحالفاً جديداً في المنطقة يتشكل بتخطيط وبتنسيق وتنفيذ خليجي وعربي وإسلامي سني بقيادة سعودية، فهل سيساهم هذا التحالف بإيجابية في إحداث التوازن المطلوب لاستقرارها وسيادة السلام في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وهل من المتوقع أن يتحول إلى محور سياسي سني مقابل المحور السياسي الشيعي بقيادة إيران، كما وصفه العاهل الأردني، في حديثه عن "الهلال الشيعي" للواشنطن بوست قبل عقد من الزمن! ما يهمنا هو العقلانية السياسية؛ لأن مصلحة الشرق الأوسط والخليج ليست في مواجهة عسكرية. وفي اليمن من الضروري الانتقال من العمليات العسكرية إلى العملية السياسية، ولا بد من صياغة خطة اقتصادية خليجية أشبه بمشروع مارشال الأوروبي لمواجهة إشكاليات الفقر والأمية والتطرف في اليمن، تشارك فيه جميع الفئات اليمنية بلا استثناء.