27 أكتوبر 2025
تسجيل"الهدنة اليتيمة بيني وبين الطريق.. أعدّ لها جيداً، بذكريات، وأغانٍ يابسة، أثرُد الخبز بطيّة قمر دين مبتلّة، كنت أحلمُ بموتٍ يليقُ بولدٍ ضالّ، كما في الأفلام، وبهدنة عادلة، حيث المحطات المليئة بلفّات الكباب". يحدثُ:"أن أحتال جيداً لنصرٍ عابر، أحوك المراثي بأصابعي.. كلما عثرت أغنية في العراق سال موتٌ هنا، أنا قبرٌ يتسع لهذه الحرب، بيني وبين الطريق هدنةٌ تؤجلها الريح، بيني وبينكِ قطار يقف ثلاث ساعات في دير الزور لأنّ العجاج يقرأ خطبته الأخيرة على الحشد". يحدثُ:"وطني هو أبي، صورته ظلّت ملء المكان، بين سجاجيد معلّقة على جدارٍ في بيت طيني، تركت وطني، لكنّ عيني أبي تنظران إلي من هناك، كنت أسلّم عليه كلما مررت من هناك في زيارتي السنوية، الآن أكتفي بإغماضة عيني، لأراه، كما تقول أغنية أم كلثوم، هذا ما يلزمني قبل الهدنة تماماً، شاهدٌ كأبي يطري على السلام". يحدثُ: "أن أناور بين حبال الغسيل، هذا ما يحدث يوم الجمعة، ليلة الجمعة بالتحديد، شهداء يتأرجحون ويطيرون في هواء أبريل، لولا الملاقط الخشبية لخطفت الريح الشهداء بعيداً إلى أرض ذات شجر وأنهار، وهناك كنت أناور بأسى، لأظفر بإذنٍ من أمّي كي ألعب مع فريق القرية". قد يحدثُ:أن تمرّ الحرب، سيبقى منا مندسّون وشبّيحة وشهود عيان وانتحاريون وساسة، بالتأكيد سيحصد النصرَ العاثر شبابٌ يتسكّعون يغنّون أمام شارع مهجور مليء بالأفاعي، سيبقى ولدٌ بعينين غائمتين، سيلمّ إنياس المدن الباقية في كيس من ورق، ويرسلها في طرد بريدي إلى كوكب آخر". يحدثُ: "لن يسمع أحد هذا العواء يا ليلى، هذه هدنة تهبط في الحلم على درجٍ متهالك، هذا الدرج لم يصنعه حدادّو الصناعية في القامشلي، هذا الدرج يحتاج إلى هدنة، لنشدّه جيدا يا ليلى".