15 سبتمبر 2025

تسجيل

هل سيكون منك ما قد كان مني؟

08 أبريل 2014

"إذا وُجِد المضمون انصاع الشكل" قد أبدع ليو تولستوي بهذه الكلمات التي يمكن بأن نعتمدها في حياتنا، خاصة وإن كانت نية الفعل موجودة بالفعل، ولكنها تضيع بين طيات ما يجدر بأن يكون وما يمكن بأن يكون، وهو ما يجعلنا عادة ننصاع لفريضة التفكير وبشكل مستمر قد يأخذ وقتاً طويلاً سيقف بين ما نريد فعله وبين ما نفكر به ولا ندرك كيفية التعامل معه، في حين أن التركيز على ما نريد، وتحديده منذ البداية سيوفر علينا قطع مسافات طويلة ستأخذنا إلى الهدف المرجو في أقرب وقت ممكن، وهو ما يعني وبكلمات أخرى أننا وإن أدركنا مضمون الخطوة التي سنقدم عليها فإن العمل سيطلق أقدامه؛ لينطلق ويجري بسرعة هائلة نحو المُراد وسنخرج بنتيجة مذهلة ومن الضربة الأولى، والتجربة خير دليل على ما أقول؛ لذا ولمن يريد تحقيق الكثير وفي وقت قياسي؛ ليخرج بأعظم النتائج التي يحلم بها فما عليه سوى البحث وفي الأعماق عن مضمون ما يريده، والتركيز عليه جيداً دون الانجراف نحو الشكل الذي يرغب بتقديمه به، فما ذاك الأخير سواه القالب، الذي يمكن بأن يتوفر وبسهولة، في حين أن القلب هو ما يتطلب منا الكثير والكثير من تلك الجهود التي قد نختلف عليها، ولكننا ودون شك سنتفق على أهميتها بالنسبة لنا. إن شكل مقالي لهذا اليوم لم يكن ليكون إن لم يكن المضمون، والمضمون الذي شعرت بضرورة تسليط الضوء عليه هو فض (الخلافات) التي تقوم على ظهر سوء تفاهم بسيط لا يستحق منا التهويل أبداً حتى ليصل مع الإهمال إلى مرحلة سيصبح معها وحشاً لن نعرف كيفية التعامل معه أبداً، وما يحدث أننا نعيش في حياة تفرض علينا العديد من الالتزامات التي نضيع معها، ونشعر بأننا لا نستطيع إعطاء كل التزام منها حقه؛ لذا قد نظلم البعض، وقد يظلمنا البعض الآخر وكل ذلك؛ بسببها تلك الالتزامات التي نجري خلفها كالمجانين (أحياناً) حتى تسقط الحقوق، ويضيع منها ما قد يضيع، دون أن نكتشف ذلك حتى نفرغ من قائمة الالتزامات تلك، ونتفرغ بعدها؛ لمعرفة ما قد فاتنا من حياتنا، وللأسف يكون ذلك بعد فوات الأوان، وبعد أن يكون الطرف الآخر قد رحل عنا إلى عالم آخر، ودون أن نتمكن من فض الخلاف الذي نجم بيننا وبفضل سوء تفاهم بسيط جداً كان ومن الممكن بأن ينتهي حتى من قبل أن يبدأ، ولكن رغبتنا لمتابعة رحلة الالتزامات تلك قد منعتنا من القيام بذلك، إضافة إلى الكبرياء الذي يلسع بين الحين والآخر، ويجعلنا نؤجل الأمر لوقت آخر قد لا يكون وكما ذكرت سلفاً، فهل يستحق منا الآخر الذي تجمعنا به حياة طيبة كل ذلك؟ حين أوجه كلماتي إليكم وأتوجه بها، أضع نفسي في المقدمة؛ كي أستفيد منها بقدر ما أريد لكم من فائدة؛ لأني منكم ومثلكم، وما يمكن بأن يقوم به غيري أقوم به، والعكس وارد وصحيح؛ لذا فلقد رغبت ومن خلال كلمات اليوم بأن نتوجه وبكل ثقة؛ لمن سبق وأن شهدت علاقتنا به خلافات نجمت عن سوء تفاهم بسيط يستحق منا فضه بـ (كلمة آسف صادقة) نقولها ومن الأعماق، فنمسح بها ذاك الخلاف قبل أن يتمادى ويتمرد علينا؛ ليأخذ حجماً أكبر من حجمه ستضيق معه الحياة، ولن نتمكن من متابعتها وإن تظاهرنا بذلك حتى نحل الأمر، الذي يجدر بنا حله من هذه اللحظة، فهي أمنية اليوم، التي سنحرص على تحقيقها حتى وإن لم يبادلنا الآخر بتقدير يوازي ما قد قمنا به من أجله، فيكفي أننا قد عبرنا عن صادق ما يجوب الأعماق، وكشفنا للآخر عن هويتنا، وحقيقة ما نحن عليه، وعليه فهي هذه كلماتي لكل من يحمل لي في قلبه ذرة من تلك المشاعر السلبية التي ولربما نجمت عن خلاف سابق (أعتذر منك، ولتسامحني)، والآن قد حان دورك فهل سيكون منك ما قد كان مني؟ حتى ألقاكم من جديد وبجديد كلماتي، لكم مني هذه الدعوة الطيبة، فليوفق الله الجميع، وليرحمك الله يا أبي.