11 سبتمبر 2025

تسجيل

تحية لموسم الندوات

08 مارس 2023

‎لا شكرت اشكر قطر ‏ولا مدحت امدح قطر.. هكذا بدأ الشاعر الكويتي عبد الله علوش موسم الندوات بأبياته الجميلة التي لفتت أنظار الجميع وبقوة لهذا الموسم في امسية شعرية شاركه فيها الشاعر القطري صالح آل مانعة وذلك في قاعة الدفنة بفندق شيراتون. موسم الندوات هو النسخة الثانية للعام الثاني على التوالي الذي يقام لمدة أسبوعين، وهو حدث ثقافي لدعم الفكر والابداع. ان هذا الموسم الثقافي للمهتمين بمختلف المستويات من العادي للمثقف والشاعر والرياضي...وغيره، وباعتبار الثقافة جزءا أساسيا ولبنة من اللبنات الأساسية للمجتمع وبطبيعة الحال فإن الثقافة ضرورة لكل المجتمعات وهي على الصعيد الشخصي حياة. والمشاركون في هذا الموسم على مستوى عال من الثقافة والعلم والتنوع من داخل وخارج قطر مما يزيد في اثراء المشهد الثقافي القطري والعربي بشكل عام ويقدم وجه قطر الثقافي بأجمل صورة ممكنة. ان مثل هذه المواسم والندوات تعمل على تعزيز الهوية الثقافية وربط جسور التواصل بين أطياف المجتمع وكل من يعيش على هذه الأرض الطيبة أيضا. وبما أن ثقافة الانسان هي الإرث الحقيقي للمجتمعات الإنسانية، ولأن الثقافة والحضارة ترتبطان معا في علاقة قوية جدا فكلما ارتفعت ثقافة المجتمع كانت حضارته أكبر ولهذا كان من الرائع أن تبادر وزارة الثقافة لتنظيم هذا الموسم والدعوة له ومحاولة تعزيز وجوده إعلاميا. يشتمل هذا الموسم عدة محاور ثقافية تباينت بين التواصل الاجتماعي الذي بات في المرتبة الأولى في حياتنا العامة، والتراث الذي يعتبر الإرث الحقيقي لكل المجتمعات والتاريخ والرياضة والحضارة الغربية. وفي الحقيقة فإن المميز في هذا الموسم هو التنوع الثقافي الكبير الذي يظهر جليا ويدعو جميع المهتمين بمختلف الثقافات للمشاركة والمتابعة مما يسهم في خلق مجتمع متنوع بالثقافات والعلوم والفنون والمعارف ويستثمر الصورة الجميلة التي عرف العالم بها قطر اثناء تنظيمها لكأس العام لكرة القدم قبل شهور قليلة. وبناء على ذلك تعد الثقافة ثروة كبيرة لبناء مستقبل الشعوب والارتقاء بها وهي رهاننا الحقيقي كبلد صغير الحجم وعظيم المقدرات خاصة وأننا نتكئ على موروث عربي عظيم وضارب في عمق التاريخ. ويعتبر الاهتمام بالجانب المعرفي والثقافي خطوة حقيقية في تقدم المجتمعات والنهضة الثقافية في المجتمعات عامة وتعزيز الجانب الثقافي في قطر خاصة كما انه يفتح آفاقا جديدة في الساحة الثقافية القطرية ويقدم وجوها شابة ترفد الحركة الثقافية لدينا بالمزيد من التقدم. وبطبيعة الحال فانه بذلك يفتح الباب للجميع بمتابعة ما يهمه من مواضيع. والتنوع في موسم الندوات يعطي المجال لمعرفة وجهات نظر مختلفة ويعودنا على تقبل كل الآراء. لا شك فان تعزيز المشهد الثقافي في قطر له دور في إبراز الثقافة الوطنية والتعريف بالهوية الوطنية للمجتمع. جدير بالذكر فان هذا المشهد الثقافي يهدف الى تعزيز العلاقة بين المفكرين من جهة وأطياف المجتمع من جهة أخرى، الى جانب الحوار عن بعض القضايا الفكرية المستجدة. وتجدر الإشارة الى أنه يفتح المجال للتعرف على مجالات ثقافية أخرى وآراء المثقفين، ولكن بوجهات نظر مختلفة، الجميل في الندوات انها مستمرة طوال العام كما عرفت. وهو مما يحسب لوزارة الثقافة وقيادتها التي تعمل ليل نهار على إحياء المشهد الثقافي بكل الوسائل الممكنة فتحية له ولكل العاملين في هذه المواسم والمشاركين في هذه الندوات. وكل ما نتمناه ان يقوم الجمهور بدوره في حضور هذا الموسم حتى يكتمل النجاح بإذن الله تعالى. أخيرا: ان تعزيز التنوع في المشهد الثقافي يثبت أن الثقافة هي أسلوب حياة... كل هذا بيني وبينكم.