11 سبتمبر 2025
تسجيللطالما عُرف كثير من شعراء العرب بالكذب وبالمبالغات في الوصف، وفي نسب البطولات وخوض المعارك وفي تحقيق الانتصارات فيها حتى ولو كان ذلك على جيش سيدنا سليمان عليه السلام الذي لا يُقهر!، فهم ينسبون هذه المعارك لأنفسهم أو لأشخاص لم يدخلوا حتى معارك البلاي ستيشن حتى أخذ البعض منهم مقلباً في نفسه، وأخذ يُعلق على ملابسه كماً هائلاً من الأوسمة والنياشين فياما وياما وصفوا أشخاصاً بأوصاف غريبة وعجيبة!، وأنا استغرب كيف يصدقها الموصوف بها فجلها ليست فيه فكل إنسان له طاقة محدودة لا تخرج عن نطاق بني البشر حتى ولو كانت هناك حالات قليلة لديها قدرات أكبر من غيرها مثلا كالقوة الجسمانية؟. فعندما أشار إليهم القرآن وأتى ببعض صفات الشعراء بأنهم في كل وادٍ يهيمون وأنهم يقولون ما لا يفعلون، ونحن رأينا وسمعنا ذلك في السنين الأخيرة من كذب ونفاق وتبدل الوجوه حسب المصلحة وحسب الطلب، ودائماً ما يترافق مع القصيدة وصف مدت يمين الموصوف وهي الهدف الأسمى من كل الحكاية، ونحن في هذا القرن لم يعد مكان لوصف القتال بالسيوف من على ظهور الخيل كما يقول بعض الشعراء وتحقيق الانتصارات في المعارك إلا في قصص الخيال ولهم حكايات وروايات لا يعلم أحد صدق روايتها، فهذا الزمن زمن حاملات الطائرات والصواريخ الذكية والطائرات المسيّرة التي تجوب السماء ليل نهار وتقاتل عن بُعد وعن قرب تُدار آلياً لا تعلم من أين أتت أو إلى أين ذهبت؟، ولم نسمع مثلاً وصف أحد شعراء الغرب أحدا من قادتهم العظام الذين قادوا معارك ضخمة كالحروب العالمية كالألماني ثعلب الصحراء رومل أو قادة معارك الرونمندي أو وصف أحدهم بقصيدة لمحاسن أحد من الشخصيات الأوروبية أو الأمريكية إلا أحد شعرائنا العرب وصف بها الأب بوش أحد رؤساء الولايات المتحدة الأمريكية. ف يا سبحان الله مكانة هؤلاء الشعراء في كثير من الدول في عالمنا العربي مكانة كبيرة يعطون الهبات والعطايّا مع أن الموضوع كلام في كلام، بينما هناك مجالات عدّة فيها أُناس أبدعوا وقدموا أشياء وأشياء عظيمة علمية أو عملية عادت على الأوطان والشعوب العربية بالخير إلا أنهم لا يجدون شيئاً من العطايا أو الهبات تحسسهم بمقدار اهتمام الدول بهم وتجعلهم يعيشون بوضع يشجعهم على مزيد من الإبداع والتميّز. [email protected]