13 سبتمبر 2025

تسجيل

مفلس والجيب خال

08 مارس 2017

كنت أتناقش مع أحد الأصدقاء بخصوص سؤال قد طرحه عليّ وهو: لماذا في كثير من الأحيان يموت الرجل قبل المرأة؟؟ مع أنني أعلم يقيناً بأن الأعمار طولها وقصرها بيد الله عزَّ وجل.. هل ذلك بسبب ضغوطات الحياة التي لا تنتهي أبدا فتبدأ من مجال العمل وتنتهي بالبيت، وخصوصاً إذا كانت لديك عائلة لا تُقدر تعبك ولا تراعي حدود راتبك ولديك زوجة حَنّانة زَنّانة تتفنن في الطلبات وكأن السماء تُمطر عليك ذهبا وفضة وتقارنك بفلان وعلان وجاب الشنطة الماركة الفلانية لزوجته أو الساعة والعقد الألماس؟! وهذه الأيام زاد الطين بِلة عمليات التجميل التي تُكلف الكثير من المال، فالله جل جلاله خلقنا في أبهى صورة وجعل فينا من الجمال الظاهر والمخفي الشيء الكثير، لكن عبث الإنسان الذي طال كل شيء حتى نفسه، فأصبح الكثيرون لا تعجبهم أشكالهم للأسف فأصبح الرجل لا يعرف حتى زوجته كل يوم أنفها في صوب وجفنها وابتسامة هوليود وروبن هود وعيون القطة، يعني مجاراة المظاهر التي تسبب للبعض مشكلة كبيرة؟!!وإذا كان عنده أبناء الله يعين الرجل على المخالفات التي تبلغ آلاف الريالات أو إطارات البالون سبب الحوادث، وعلى حجز السيارة التي تُرمى في الشمس المحرقة ثلاثة أشهر مما يفقدها نصف القيمة عندما تبيعها، فقد افسدت الحرارة أجهزتها وكل ما فيها ويكفي الرجل المسكين بأن يسوم نفسه لكي يُخرج السيارة عند هذا وذاك؟؟ فعندما يضع رأسه ليلاً على الوسادة ينشغل ويطير النوم من عينيه وهو يستعرض شريط الطلبات والمشاكل والغلاء الفاحش في كل نواحي الحياة، وعدم صمود الراتب إلى أول أسبوع منه وهو مُدمر تنهال عليه صواريخ الطلبات من كل حدب وصوب ويحاصره جشع التجار ويا عّوينه عويناه إذا ما عنده دخل آخر أو الوالد حي يُرزق أو الوالدة عندها راتب شؤون بعد ما زادته الدولة جزاهم الله خيرا وتعطيه كم ألف يسلك فيها مواسيره الحياتية،،، فالرواتب عالية لكن الغلاء أكبر منها وقد فشلت فيه كل الحلول وكل السلع في ازدياد مستمر شبه أسبوعي، فالقطري إذا ما قورن بالآخرين يُعتبر في فمه ملعقة من ذهب، لكن سوء التدبير والعوامل السابقة لا تُبقي بيده شيئا ولا تذر؟؟؟