31 أكتوبر 2025

تسجيل

الأحقاد وما تفعله بنا؟

08 مارس 2014

لا شيء يأتي من فراغ أبداً فالطبيعي أن يكون له أصل ينحدر منه، وهو ما ينطبق على كل صغيرة وكبيرة تجول من حولنا في هذه الحياة، وتنحدر من أصل ثابت ثم تُخلق لها الأسباب والمُسببات، التي تنجب وفيما بعد النتائج التي نواجهها وبقدر من القوة نُحدده نحن دون غيرنا، فنحاول إما التغلب عليها، وإما الاستسلام لها؛ لتتغلب علينا هي وينتهي بنا الأمر ونحن في عداد الأموات، الذين لا يستطيعون تقديم أي شيء؛ لأنهم لا يملكون القدرة التي تُعينهم على ذلك، ويبقى السؤال: ما الذي يُجبرنا على الوصول إلى تلك المرحلة التي لن نتمكن فيها من تحقيق ما نريده في الحياة؟ هل هو ما يكون بسبب ضعف نعاني منه أم أن هناك العديد من الأسباب الأخرى التي تتلون بحسب ما نريده نحن؟إن الإجابة على هذا السؤال الذي طرحته تتعلق بالخلفية الثقافية التي يتمتع بها كل واحد منا وتمتزج بكثير من الخبرات الحياتية التي سبق له وأن حصدها؛ لذا فمن الطبيعي أن لا تتفق الإجابات وبشكل عام وإن كان من الممكن أن تتفق في بعض تفاصيلها، وعليه فلن أخوض مرحلة البحث عن الإجابة، ولكني سأستند إلى البداية التي تطرقت إليها بغرة هذا المقال حين تحدثت عن أصل الأشياء، التي لا يمكن أن تكون دون أصل تقوم عليه؛ لتكون ما ستكون عليه لاحقاً، وهو ما سأربطه بموضوع (الأحقاد)، الذي وعدت بطرحه هذه المرة؛ بسبب الأذى الذي يقع على رؤوسنا دون أن نتمكن من التخلص منه حتى نشهد فصولاً من الحزن والقهر.إن الأحقاد التي نتجرع وبسببها الكثير من الحزن، لا تأتي من فراغ أبداً، وإن لم نكن نعني ونعي تلك الأفعال التي يمكن وأن تؤدي بنا وفي نهاية المطاف إليها، ولكن ولأنها ترسل إشارات خاطئة يفهمها الآخرون على أنها مُحفزة ومُنشطة لخلق بيئة مليئة بالأحقاد، فإننا نكتشف أننا وبمرور الوقت نكون قد دخلنا على بقعة مليئة بالأحقاد تُحرم علينا التركيز على واجباتنا، وتجبرنا إما على الانشغال بمقاومتها، أو الاستسلام لها كما ورد سابقاً، وبصراحة فإن ما نخرج به سيؤثر دون شك على ما نقوم به في الحياة، وسيعبث بجودته، ولربما منا من سيحمل الهموم الناجمة عن كل ذلك في كل مكان يكون فيه، وسيؤثر وبالتالي على الجو العام حتى يفقد القدرة على متابعة حياته بشكل طبيعي؛ لينتهي ويتخلص من تلك الأحقاد، التي ومن الممكن أن تندمج مع (مشاعر الغضب) التي تجوب أعماقه؛ ليصبح هو الآخر مصدراً خطيراً لأحقاد كبيرة ستدمر كل من حولها، وهو ما سيجعلنا وفي نهاية المطاف نعيش وسط بيئة تغلب عليها الأحقاد وكل ما سينجم عنها من طاقات سلبية، يسرنا ومن خلال الزاوية الثالثة أن نقطع عليها الطريق قبل أن تكون، وهو ما حَملنا على تناول هذا الموضوع هذه المرة، فإليكم ما هو لكم.من همسات الزاوية الثالثةالشعور بالألم يأتي كنتيجة حتمية لكل ضربة موجعة، ولكن الاندماج بخوض مشاعر الألم هو القرار الذي تتخذه أنت، ولا يحق لأي أحد أن يُجبرك عليه ما لم توافق على ذلك؛ لذا وحين تواجهك الأحقاد من كل جانب، لا تستسلم لها؛ لتتوقف حياتك عند ذاك الحد، ولكن تابع وبقوة رحلتك دون أن تتحكم بك الظروف، وكن سيد الموقف وتحكم بها وأنت على ثقة بأن الله معك، حتى تصل إلى ما تريده وبفضل من الله.