11 سبتمبر 2025
تسجيلبين الحق والحقيقة سنكون اليوم، فهو الحق بأن نُكمل ما سبق وأن بدأناه، وهي الحقيقة ما سنتحدث عنها من جديد، (الحقيقة) التي كانت عن (سارة)، تلك التي فَجَرَ الحديث عنها فضول الكثير، فكان أن بادرني كل من جمعت الظروف بيني وبينه بسؤال هو: من هي سارة؟ وهو السؤال الذي سيتطلب منهم، ومنك أيها القارئ التعرف على هذه الشخصية الرائعة شخصياً، أو من خلالي ومن خلال ما سيكون عنها مني في هذه المساحة المُتاحة. سبق وأن ذكرت في مقالي السابق أني قد تعلمت الكثير من (سارة) بعبارة كانت كالتالي: (حين أفكر في (سارة) أجد أني تعلمت منها الكثير، كالعمل والجد في ذاك العمل لبلوغ قمة النجاح، وهو ذاك الذي حققته وهي في غرة شبابها وبفضل من الله، ولا يقف ما تعلمته منها عند هذا الحد فحسب بل ان هناك ما يسرني ذكره ويطيب لي)، هذا ما كان مني حينها، (نعم) هو كذلك، و(نعم) هناك ما يسرني ذكره ويطيب لي، عن هذه الشخصية التي لم تتمكن من رؤية نفسها جيداً، ومن عساه يرى نفسه كما يراه غيره من الناس؟ حين قَرأت (سارة) عنها، فعلمت كيف تكون (هي) من وجهة نظري، شَعَرت بالفخر، واشتعل فيها الحماس أكثر من ذي قبل، لتُعلنها وبصريح العبارة: سأبذل قصارى جهدي كي أعطي أكثر (وكأنها لم تفعل يوماً، ولم تخلص، ولم تقدم شيئاً أبداً). بالنسبة لي وحين علمت برغبتها تلك، فلقد فرحت لها، وحزنت وبنفس القدر أيضاً، فرحت؛ لأنها تجاهد بجدها الذي يكون منها وستظل كذلك، وحزنت؛ لأنها تُجهِد نفسها كثيراً، رغم أنها بأمس الحاجة للراحة (التي ولربما لم تجربها منذ زمن لا يمكنني قياسه)، فهي تعمل هنا وهناك، في العمل وفي البيت، ولا نقصد بالعمل (العمل في مضمار العمل) بل البذل والعطاء في كل خطوة تكون منها، تخيل أنك تعمل في مكتبك؛ لتنجر ما لك وما عليك، ولا يقف ذلك عند هذا الحد فحسب، بل انك قد تتمادى لتعمل وتنجز مهام غيرك، دون أن تسعى من وراء ذلك للحصول على (كلمة شكر)، الكلمة التي وإن توافرت لك لرضيت بها، وإن لم تكن فلن تتوقف حياتك هناك، بل انك ستسعى وستسير نحو الأمام، تلك هي (سارة)، نعم تلك هي، تعمل في العمل، وحين تعود إلى البيت تعمل أيضاً، والجميل أنها تفعل ذلك وبكل حب، فلا تتذمر من العطاء أبداً، بل على العكس بدا لي وكأنها تعيش من خلاله، والحق أني قد حاولت جاهدة لمعرفة تفاصيل أكثر من حياتها الشخصية وعنها، وعن ذاك الذي تفعله غير العمل، ولكن بدا الأمر صعباً جداً؛ لأنها حرصت على أن يظل ما تُخفيه كما هو، حتى أنها قد قالت لي وحين سألتها عن أمور أخرى لربما يحب القارئ معرفتها كما أفعل: لا جديد لدي، فكلنا نعيش ذات الظروف التي تختلف نتائجها بحسب ما نكون نحن، وما يكون منا. ما كان ليكون الظلم مني يوماً، وهو الظلم بأن أنهي قصة (سارة) التي لن تنتهي بالنسبة لي، غير أنها لابد وأن تنتهي على هذه السطور؛ لتكون من بعدها قصة جديدة تحمل لكم جديداً مفيداً إن شاء الله، ولكن ومن قبل ذلك لكم ما تعلمته من (سارة): حب العطاء والعطاء وبكل حب، فالصبر على كل ما تفرزه الحياة مهما كانت درجة صعوبته وسماكته، وأخيراً كرم أخلاقها رغم شُح المواقف. لم يكن ما ذكرته عن (سارة) هو ما سعيت لأن يكون مني منذ البداية فهناك ما يستحق لأن يكون ولكن لها ولمن تمثله (سارة): شكراً (لكم) العطاء الذي تحرصين على حياته، ولكن هي أنتِ من تستحق هذه الحياة وهذا الحرص عليها؛ لأنها وإن دُمرت فمن عساه يُعيدها إلى ما كانت عليه؛ لتعودي أيضاً وكل ما كان كما كان؟؟ فليوفق الله الجميع. ومن جديد راسلوني بالجديد: [email protected]