لماذا الاحتراق الوظيفي؟

أعلنت رئيسة وزراء نيوزيلندا أنها ستتنحى عن منصبها بحلول السابع من فبراير المقبل، قائلة "ان طاقتي لم تعد تسعفني". هل تجبر نفسك على الذهاب للعمل؟ هل تفتعل أسبابا للغياب واخذ إجازة؟ هل أصبحت انفعاليا مع زملائك في العمل؟ هل تشعر بعدم الرضا في محل عملك؟ الاحتراق الوظيفي هو من أمراض العصر وفي اليابان تتخذ هذه الظاهرة شكلا أخطر بسبب تراكم التعب قد تؤدي الى الوفاة او الانتحار. ويعرف انه حالة من الانهاك العاطفي والفكري والجسماني، قد يؤدي الى نقص الإنجاز الشخصي والغياب المتكرر وترك المهنة تغير سمات الموظف. من آثار الاحتراق الوظيفي أن تمر بأوقات عصيبة في العمل وتشعر بخيبة الأمل وتفقد بريق الأيام والوظيفة التي كنت سعيدا بها بالبداية. ومن مظاهره أيضا عدم الشعور بالمتعة بالعمل والشعور بالمرض بالرغم من عدم وجود مرض عضوي، والشعور بأنك لست بالمكان المناسب، وليس هناك أي شغف للعمل وتكره الذهاب صباحا للعمل، وعدم المقدرة على التعايش مع الأشخاص ببيئة العمل. والابتعاد عن روتين العمل، تنظيم الوقت، تحديد وقت العائلة والاصدقاء. أضف لذلك من أسباب الاحتراق الوظيفي قد يكون قيام الموظف بمهامه ومهام الاخرين في القسم فيصبح الجهد والضغط عليه أكثر فبمرور الوقت يصبح الضغط أكبر مما لا يطيقه والحل افعل افضل ما لديك وليس افضل شيء، غادر العمل في وقت انتهاء دوامك الرسمي تجنب مواصلة العمل بالمنزل، ممنوع حتى استقبال اتصالات ومكالمات العمل خارج أوقات الدوام الرسمي، واجعل العمل بالمكتب فقط، انفصل عن العمل. هناك الكثير من الإشارات التي تنذر بحدوث الاحتراق الوظيفي، مثلا قد يصاب بحالة من الاجهاد العاطفي والاجتماعي والنظرة التشاؤمية للموظف، وضعف الإنتاجية، بيئة فوضوية مليئة بالمشاكل. الاتزان بين العمل والحياة الشخصية، كون لك أنشطة تقوم بعملها خارج ساعات العمل حتى تعود اليوم التالي بطاقة متجددة، أخذ إجازة وليس شرطا ان تكون طويلة، ولكن عدة أيام كفيلة بتغيير وضعك النفسي والاجتماعي والصحي فتعيد لك الحياة من جديد. خلق بيئة إيجابية داخل العمل قم بعمل دائرة من اشخاص ايجابيين على الأقل شخص واحد. مارس هواياتك التي تحبها خارج الدوام رياضة رسم العاب الكترونية. ان انشاء بيئة عمل مناسبة للموظفين لها دور في التأثير على كفاءة الموظفين وانتاجيتهم مثل أنواع الرفاهية التي لها دور باطمئنان الموظف لبيئة العمل وجود صالة رياضية، توفير مدارس لأبناء الموظفين، العمل عن بعد بحيث لا يضر بيئة العمل ولا يؤثر على سمة المنظمة مما يحافظ على الكفاءات في المنظمة. الدكتور غازي القصيبي يعرض في كتابه "حياتي في الإدارة" التحديات التي واجهته واستنبط من حياته الإدارية عدة دروس منها عليك تحفيز الموظفين الاخرين، فالكلمة الطيبة لها تأثير كبير لا يحتاج العمل الى تعقيد اذا كان بسيطا، والإداري الناجح هو الذي يستطيع تنظيم الأمور دون الحاجة لوجوده. تجنب المبالغة في الاحلام واعد ترتيب عجلة الحياة والمحافظة على علاقاتك الاجتماعية وممارسة الأنشطة الرياضية والانشطة المختلفة بجانب العمل وليس الاقتصار على العمل فقط. ان من المهم وجود البيئة الآمنة التي تشعر الموظفين بالأمان دون خوف من التعسف والفصل والطرد. الاحتراق الوظيفي في تزايد ولابد ان تعرف ان الاتزان في العمل مهم، وأيضا هناك أولويات أهم وأبدى من العمل "ولنفسك عليك حق وهو خيارك".. كل هذا وبيني وبينكم.