14 سبتمبر 2025

تسجيل

السعادة الحقيقية

08 فبراير 2022

يتناول فيلم (BAD THERAPY) قصة عائلة سعيدة عبارة عن زوجين محبين يربيان ابنة شقية بعض الشيء كبقية الأطفال. تُقنع الزوجة نفسها بعد حوارها مع صديقة لها بأنها وزوجها بحاجة إلى الذهاب إلى طبيبة نفسية لحل مشاكل مثل المال وعدم إحساس الزوجة بالاكتفاء في حياتها. يطاوعها زوجها ويذهبان للطبيبة النفسية، ليبدأ بعدها الفيلم وتبدأ معه المشاكل الفعلية!.هذا الفيلم ليس دعوة إلى ترك أو عدم الأخذ بالعلاج النفسي، فالكثير يحتاج ويساعده الطب النفسي، ولكنها دعوة إلى عدم إصلاح غير المكسور كما يقولون! (IF IT AIN’T BROKE, DON’T FIX IT!). وفيه أيضاً رسالة إلى النظر داخل النفس البشرية ومعرفة كوامنها وما يسعدها ويكملها ويُرغبها بالحياة! فالزوجة في الفيلم لم ترغب في تدمير حياتها. كيف لشخص يبحث عن دماره الذاتي أن يذهب إلى طبيب نفسي؟! كل ما أرادته الزوجة هو إضافة عنصر ما لا تعرف كنهه أو حقيقته، ليُكمل حياتها! كانت تريد أن تجعل حياتها الجميلة.. أجمل! وأن تجعل علاقتها الممتازة مع زوجها وابنتها.. أفضل! وفي خضم كل ذلك، نسيت أنها سعيدة، وأنها تملك جميع أسباب السعادة في متناول يدها!. في أحيان كثيرة، تأخذنا الحياة بمشاغلها ومسائلها، فننسى أننا سعداء ومكتفون بحياتنا وأنفسنا. ننسى أننا نعمل في وظيفة نحبها فيما غيرنا مجبور على وظيفة يكرهها. ننسى أن لنا عائلات نبادلهم الحب، وعلى بعد خطوة أو اتصال منا بينما يعيش البعض حياته وحيدا بلا انسان يسمعه أو يساعده في حياته. ننسى أن لنا بيتا يحفظنا بينما يصارع غيرنا يومياً باحثاً عن مأوى أو ملجأ! ننسى أننا سعداء قائمون جالسون بصحة يفتقدها غيرنا! ننسى أننا نعيش حياة سعيدة تكفينا ولا ينقصها شيء! جميعنا عرضة لأن ننسى كم هي ثرية حياتنا بصحتنا وعوائلنا ووظائفنا التي نحبها وتعيلنا، ولكن الأهم من ذلك ألا نجحد ما نحن فيه من نعم عندما نشعر بنقص في حياتنا في لحظات شحيحة نشعر بأنها تدوم عمراً! كأن نشعر بأننا محبطون عندما تمر العطلة الصيفية دون أن نستطيع السفر لعدم تمكننا من أخذ إجازة من العمل! أو أن نشعر بأننا بائسون عندما نشتري سيارة على قد حالنا بدلا من شراء سيارة الأحلام! استسلامنا لهذه اللحظات الصغيرة المارة في حياتنا قد يقلب دنيانا السعيدة إلى دنيا تعيسة دون أن نشعر! وننسى بالفعل إن كانت تعاستنا حقيقية أم لا!. السعادة الحقيقية تكمن في داخلنا. في اكتفائنا بأنفسنا وحياتنا، أما التعاسة الحقيقية فهي امتلاك كل شيء، وعدم الاكتفاء رغم ذلك! والخيار لنا في النهاية بين هذه وتلك.