22 سبتمبر 2025
تسجيللا شك أن التأثيرات السالبة للأزمة الليبية الممتدة منذ سنوات تجاوزت حدودها الجغرافية لتبلغ مخاطرها الساحل الافريقي وتهدد الأمن الاقليمي بشكل عام، هذا غير انعكاساتها على ملفات أخرى عالمية مثل الهجرة غير الشرعية والارهاب وانتشار العديد من الجرائم العابرة للحدود، كل هذا ناتج عن الحرب التي يشنها الانقلابي خليفة حفتر على حكومة الوفاق الوطني في طرابلس والمعترف بها دوليا. محادثات جنيف حول المسار العسكري بصيغة 5+5 بين الاطراف الليبية، بمثابة الفرصة الاخيرة للتوصل الى حل سلمي، يجنب ليبيا حربا اهلية، ومن المؤمل أن يتم تحويل الهدنة إلى وقف دائم لإطلاق النار. واهم نقاط المحادثات؛ التعامل مع المجموعات المسلحة، ومراقبة وقف إطلاق النار، ودور الامم المتحدة في هذا الصدد، ومن المقرر بدء المفاوضات السياسية في جنيف أيضاً نهاية فبراير الجاري. لن تستقر ليبيا وتنعم بالأمان إلا إذا تعامل المجتمع الدولي مع عملية السلام بمبدأ احترام القانون الدولي ومارس ضغوطاً جدية على مليشيات حفتر التي تقتل الأبرياء وتدمر البنية التحتية وتعرقل انتاج وتصدير النفط، وتخرق الهدنة، ومن الضرورة بمكان ان تتدخل الامم المتحدة من خلال مجلس الامن الدولي لمعاقبة الطرف المعرقل لمحادثات جنيف، خاصة ان حفتر غادر في يناير موسكو دون التوقيع على اتفاق وقف إطلاق النار، نتيجة تدخلات من داعميه الإقليميين لاستمرار الحرب.