03 نوفمبر 2025

تسجيل

مكانة قطر وتأثيرها في الشعوب

08 فبراير 2018

أعظمُ عواملِ القوةِ السياسيةِ لبلادنا هي أنَّ الشعوبَ معنا، وأعظمُ عواملِ الضعفِ لدى دولِ الحصارِ هي خسارتها لتلك الشعوبِ. ففي تركيا، حيثُ أتواجدُ منذُ بضعةِ أيام، التقيتُ بكثيرينَ منَ أشقائنا العربِ والمسلمينَ، ودارتْ بيننا نقاشاتٌ حولَ حصارِ بلادنا، وقضيتنا الرئيسيةِ في فلسطينَ، ودورِ الإماراتِ في المشروعِ الصهيونيِّ، ومكانةِ السعوديةِ في عصرِ هيئةِ الترفيه، وتوصلتُ إلى النتائجِ التاليةِ:   1) الشعورُ الشعبيُّ تجاه سمو الأميرِ المفدى: وهذه نقطةٌ تنبغي قراءتها بدقة وعناية. فقد حدثني معظمُ الناسِ عن سموِّهِ بمشاعرَ طيبة وكأنهم يعرفونه شخصيا، وعبَّروا عن تقديرهم لمواقفِ بلادنا بقيادته تجاه فلسطين والشعبِ السوريِّ بخاصة. وكانوا يقارنونَ بين سياسةِ بلادنا الثابتةِ والمبدئيةِ التي ترتكزُ على الانحيازِ للشعوبِ وقضاياها، وسياساتِ دولِ الحصارِ المعاديةِ للإنسانِ العربيِّ والمسلمِ وحقوقه في الحياةِ الكريمةِ، وانحيازها لمشاريعَ تهددُ الأمةَ وعقيدتها ووجودها الحضاريَّ. إنَّ هذا الأمرَ يبينُ أنَّ تأثيرَ الدولِ ومكانتها مرتبطانِ بدورها الفاعلِ الإيجابيِّ، وبوجودها النفسيِّ في أوساطِ الشعوبِ، ولا يرتبطانِ بمساحتها وتعدادِ سكانها كما يتخيلُ المتخلفونَ حضاريا وسياسيا وإنسانيا في إمارةِ دحلانَ الظبيانيةِ وتوابعها من دولِ الحصارِ. تميمُ المجدِ، شخصية اعتبارية سامية وهو شخص كريم، كانَ ولم يزلْ وسيبقى بإذن اللهِ الركيزة الأولى في اكتسابِ بلادنا لقلوبِ الشعوبِ، وأهمَّ صانع لقوتنا الناعمةِ في ديارِ العروبةِ والإسلامِ والعالمِ. 2) تضاؤلُ مكانةِ السعوديةِ شعبيا: فقد اتخذتِ المملكةُ، خلالَ أقل من سنة، سياسات داخلية وخارجية بالغةَ الخطورةِ على مكانتها ودورها في أوساطِ الشعوبِ. فمعظمُ الذين التقيتُ بهم لم يهتموا بإقامةَ حفلات، أو السماحِ للمرأةِ بالخروجِ إلى المجتمعِ، وإنما أشاروا إلى أنَّ السعوديةَ لا قوةَ حقيقية لها إلا بارتباطها بالإسلامِ، وأنَّ سماحَ قيادتها للضائعينَ حضاريا كتركي الحمد بمهاجمةِ العقيدةِ والطعنِ في ثوابتها وفي شخصِ الرسولِ صلى اللهُ عليه وآلِِِهِ وسلم، وللتافهينَ من ضاحلي الثقافةِ كتركي آل الشيخ وسعود القحطاني بالتعبيرِ عن توجهاتها داخليا وخارجيا، وقيامِ مسؤوليها الكبارِ وإعلامها بالإعلانِ عن انحيازها للمشروعِ الصهيونيِّ المعادي لحقوقنا الدينيةِ والقوميةِ في فلسطين، ودورها في تدميرِ اليمنِ وتقسيمه، وانقيادها لإمارةِ دحلانَ الظبيانيةِ في حصارِ بلادنا، جميعها أمورٌ أوصلتها إلى الدركِ الأسفلِ في نفوسِ العربِ والمسلمينَ، فأصبحتْ بلا قوة شعبية عربية وإسلامية تساندها وتذودُ عنها. ولذلك، أقولُ بمحبة صادقة للمملكةِ: لقد حان الوقتُ لإعلانِ الالتزامِ بالعقيدةِ وقضايا الأمةِ وعدمِ الانصياعِ لغلمانِ دحلانَ، لأنَّ السعوديةَ لا يمكنُ لها إلا أنْ تكونَ كبيرة حقا. 3) العداءُ الشعبيُّ تجاه الإماراتِ: وهنا، أؤكدُ أنَّ حصارَ بلادنا ليس إلا واحدا من أسباب كثيرة جعلتِ الشعوبَ تعادي الإماراتِ بقيادةِ غلمانِ دحلانَ. فقد لاحظتُ الوعيَ الكبيرَ لدى الذين ناقشتهم بالدوافعِ الحقيقيةِ لسياساتِ الإماراتِ الخارجيةِ، وجميعهم ربطوها بالمشروعِ الصهيونيِّ في العالمينِ العربيِّ والإسلاميِّ، من خلالِ تدميرِ اليمنِ وتقسيمه، والسعي لتقسيمِ سوريا والعراق وليبيا، وارتكابِ الجرائمِ ضد المسلمين في مالي، ودعم الإرهابيين في الصومال، وسواها من قائمة طويلة تجعلنا نطلبُ الرحمةَ لزايد الخير الذي هدمَ أبناؤه صروحَ المحبةِ التي بناها للإماراتِ في قلبِ كلِّ عربيّ ومسلم. لقد قادَ غلمانُ دحلانَ الإماراتِ ودولَ الحصارِ إلى هاوية سحيقة من عداءِ الشعوبِ، وآنَ لحكامِ الإماراتِ وعقلائها أنْ يقولوا لهم: كفى طيشا ومراهقة سياسية، وحان الوقتُ لتعودَ بلادنا إلى أمتيها العربيةِ والإسلاميةِ. 4) مصرُ السيسي وجزيرةُ البحرينِ: فرغم الفوارقِ بينهما في الامتدادِ التاريخيِّ، والمساحةِ، وعددِ السكانِ، إلا أنهما يتشابهانِ في شعورِ الشعوبِ تجاههما بأنهما دولتانِ ليس لهما تأثيرٌ سياسيٌّ أو دورٌ حضاريّّ، وإنما هما مجردُ دولتينِ تابعتينِ لإمارةِ دحلان والسعودية، وتؤديانِ أدوارا متعددة في المشروعِ الصهيونيِّ. كلمةٌ أخيرةٌ:  لا تحتضنُ قلوبُ الشعوبِ إلا الذين تؤمنُ بأنهم معها، أما المتخلفونَ حضاريا وإنسانيا فإنها تلفظهم دائما.