19 سبتمبر 2025

تسجيل

على مسؤوليتي (6)

08 فبراير 2017

بين فترة وأخرى نسمع نبذة عن أثرياء العالم، من زادت ثروته منهم ومن قلت عن السنة الماضية ومن تقدم مركزا جديدا ومن تأخر! وأعتقد حسب رأيي أن من يُصدر هذه النشرات مع احترامي الشديد له إما مغفل أو أحمق أو أن المعلومات الحقيقية غير متاحة! فأثرى أثرياء العالم يعلم الجميع من هم وأين هم، فهم في دول الشرق الأوسط سواء كانوا أفرادا أو مسؤولين أو عائلات ثرية، فبعضهم ربما فاق قارون الذي ورد ذكره في القرآن الكريم، فثروته تبوء بالعصبة من الرجال ولكن ثروة بعض هؤلاء قد تبوء برافعة ضخمة، وقد لا تستطيع حملها باخرة عملاقة اللهم لا حسد حتى الأطفال يملكون ما الله به عليم! فلن أتكلم عن "من أين لك هذا؟" فالله يرزق من يشاء بغير حساب، وحتى لو قيل البعض يسرق بغير حساب فلن أصدر التهم على الناس، فهذا ليس من شأني فالله يعلم وحده بذلك وهو من سوف يحاسب الجميع، وتكون هذه الثروات وبالا عليه أو سعادة أبدية جمعها بعرقه واجتهاده وصبره وتصدق منها وزكى، فزاده الله من فضله وكرمه إنه هو الوهاب المُعطي، ولكن إذا كان في العالم العربي هذه الأموال الضخمة التي قد لا يستطيع عداد أن يعدها ويعجز حتى الجهاز عن ذلك، فما بال أغلب شعوبه تشكو الفقر والعوز والمجاعة والبطالة والأمية وتدني المستوى الصحي إلى تحت الصفر؟ والناس تبحث عن الحياة الكريمة حتى لو رمت نفسها في البحار التي غصت بالجثث العربية وليس ببعيد عنها الشعوب الأفريقية فالحال من بعضه كما يقولون؟.كذلك البنى التحتية والذي يحز في النفس أن أكثر الثروات العربية في سراديب البنوك الخارجية بعضها يضيع بموت أحد هؤلاء الأثرياء وتذهب هباءً منثورا لا هو استفاد منها ولا بلده ولا أنفقها على الشعب وهيأ بها لهم مستوى معيشيا جيدا ولا بنى المدارس والمستشفيات والمساكن والمواصلات ولا اكتسب بذلك رضا الله وترحم عليه الجميع!.ففي العالم العربي حتى المساعدات من الخيرين للأسف تُسرق قبل أن تصل إلى أيدي مستحقيها والبعض قد يتسول من هنا وهناك المساعدات، ولو أنفق جزءا يسيرا من ثروته المكدسة على الشعب لكفاهم وصان كرامتهم وحفظ ماء وجوههم! ولكن الإنسان الجهول الظلوم الذي يعتقد أنه سوف يعمر في الأرض لكي يهنأ بهذه الثروة هيهات له ذلك، فالعمر قصير ويوم الرحيل محدد تخيل ذلك وابن عليه قبل فوات الأوان.