17 سبتمبر 2025
تسجيليبدو ان اليمن دخل في نفق مجهول، خصوصا وأن التطورات الخطيرة التي تكاد تعصف بالبلاد قد وصلت ذروتها، بالاعلان الدستوري الذي اصدرته جماعة الحوثي، واعتبر انقلابا على السلطة الشرعية وانجازات الثورة الشعبية والاتفاقيات التي ابرمت بين القوى السياسية برعاية خليجية ودولية.لقد اختلطت الاوراق في اليمن منذ سبتمبر الماضي، بعد دخول جماعة الحوثي الى صنعاء وما تبعه من تداعيات وأزمة سياسية حادة، استفحلت بتقديم الرئيس عبد ربه منصور هادي ورئيس الوزراء استقالتيهما في الشهر الماضي، لتتجه الاوضاع الى منحى اكثر خطورة، بإصدار جماعة الحوثي إعلاناً دستورياً بشكل أحادي، وفرضهم سلطة الامر الواقع بقوة السلاح لينصبوا أنفسهم أوصياء على الشعب اليمني والدولة.المستجدات التي حدثت في اليمن خلال اليومين الاخيرين، نقلت الازمة الى مربع جديد، من شأنه ان يشكل خطرا جديا على السلم الأهلي، ووحدة اليمن وينذر بمخاطر جمة، ليس أسوؤها تقسيم البلاد او انزلاقها في أتون حرب أهلية لا تبقي ولا تذر، خصوصا مع انتشار السلاح الواسع لدى الشعب اليمني وتفتت الجيش واستيلاء الحوثيين على جزء كبير من عتاده الثقيل.ان انفجار الاوضاع في اليمن، مع وجود فرع كبير لتنظيم القاعدة، لن يقود الى تكرار السيناريو السوري فحسب، وانما ينذر كذلك باشتعال المنطقة كلها، فضلا عن التأثير على حركة الملاحة في واحد من اهم الممرات المائية في العالم، والذي يمر به اكثر من 40 % من تجارة النفط العالمية، وهو امر يشكل تهديدا كبيرا للامن والسلم الدوليين.ان الواقع الجديد يفرض على كل القوى السياسية وفي مقدمتها حركة انصار الله المعروفة بجماعة الحوثي، ضرورة التحلي بالحكمة وضبط النفس، والتحرك بمسؤولية نحو مواصلة الحوار الوطني، وصولا الى توافق شامل ينزع فتيل الازمة ويعالج اسباب التوتر من خلال تحقيق الاجواء الملائمة لإعادة السلطة للشعب ليعبر عن إرادته الحرة.