15 سبتمبر 2025
تسجيلأخطأ جفَّال راشد عندما جعلَ من لجنة الانضباط بلا وزنٍ ولا تأثيرٍ، وأيضاً، أخطأ الـمسؤولون باللجنة عندما لم يتدرَّجوا من التنبيهِ إلى لَفتِ النظرِ فتطبيقِ العقوباتِ التي تنصُّ عليها اللوائح. تصريحات جفَّال والعقوبة التي أقرَّتْها لجنة الانضباط، تُشيرانِ إلى خللٍ في فَـهْـمِ الـممارسةِ الديمقراطية.. فالعقوبةُ مُبالَـغٌ فيها كثيراً، وكثيرون اعتبروها نوعاً من تخويفِ مَـن له رأيٌ في أجهزة الكرة بالأندية الرياضية.. وهذا سيؤدي إلى حالةٍ غير صحيةٍ في مسيرتنا الكروية. ومن جانبٍ آخر، لا يزالُ الكثيرون ينظرون إلى وجود الِّلجانِ التابعة لاتحاد القدم على أنها جهاتٌ إشرافيةٌ لا تملك صلاحياتٍ ذات طبيعةٍ قانونيةٍ داخليةٍ تُـخَـوِّلُـها ممارسةَ الضَّـبْـطِ كنوعٍ من السُّلْـطَـةِ التي تفوقُ رغبات الأشخاصِ أو ميولَـهم أو قناعاتهم، فنجدهم يُشيعون بتصريحاتهم نوعاً من عدم الالتزام بالضوابط الـمَـرْعيةِ، وتصبحُ الـمواقفُ قويةً بناءً على شِـدَّتِـها وليس على مَـبدَئِـيَّـتها.الأحرى بلجنة الانضباط، أن تكون قراراتها نابعةً من روح القانون وليست مستندةً إلى حَـرْفِـيَّـتِـهِ، لأنها ليست طرفاً وإنما حَكَـمٌ يُعَـوَّلُ عليه في ضبط الـممارسات الفنية والشخصية للاعبين والـمدربين والإداريين في الملعب، بصورةٍ رئيسيةٍ، أما خارجه، فلا سلطةَ فعليةً لها عليهم إلا إذا تصرفوا أو قالوا ما يُسيءُ لنادٍ أو فريقٍ أو لاعبٍ أو جهةٍ تابعةٍ للاتحاد.. وحتى لو فعلوا ذلك، فإنَّ من الأولى التواصلُ مع النادي الذي يُمثِّلونه قبل إصدار عقوباتٍ بحقهم.الذي أود أن أشير إليه، هنا، أنَّ الـمواقف والأقوال لا تتعلَّـقُ بأصحابها، ولا تقتصرُ تأثيراتها عليهم، وإنما تمتدُّ لتؤثِّـرَ سلباً أو إيجاباً على سعينا لترسيخِ الـممارسةِ الديمقراطيةِ، والقبولِ بالآخرِ، واحترامِـهِ في نفوسِ الناشئةِ والشبابِ الذين يبحثون دوماً عن نموذجٍ يحتذون به.. فعلى الشخصيات الرياضية واللاعبين أن يكونوا أكثر حرصاً لأنَّ ما يقولون ويفعلون مؤشِّـرٌ للجيلِ الذي يُنتظرُ منه النهوض ببلادنا مستقبلاً، ولابدَّ أن يكون هذا الـمؤشر إيجابياً بالضَّرورة.كلمةٌ أخيرةٌ: في الحياةِ العامةِ، لا أحدَّ يُـمَـثِّـلُ نفسَـه، والجميعُ مطالَـبُـونَ بأن يكونَ كُلٌّ منهم قدوةً للآخرين.