15 سبتمبر 2025

تسجيل

الربيع يتجدد في تونس

08 فبراير 2014

شهدت تونس امس حشدا دوليا شارك في الاحتفال بنجاح التونسيين في كتابة دستور ما بعد ثورة 14 يناير 2011 ما يؤكد من جديد ان الثورة حققت اهدافها وحفظت حقوق الشعب ومكتسباته رغما عن كل الارهاصات التي مرت بها وكانت تستهدف إبعاد الثورة عن مسارها واهدافها بإشغالها بأمور شتى لا توصلها الى ماتريده.ان قدرة تونس وقادتها على تحقيق انجاح كامل للمسار الانتقالي يعد بحق وباعتراف عدد من القادة والزعماء الدوليين نموذجا متميزا في الديمقراطية وروح التوافق الذي ميز الثورة التونسية ومنحها بعدا اضافيا عن مثيلاتها من الثورات العربية التي لاتزال تواجه مصاعب في تحقيق اهدافها التي انطلقت من اجلها فكان للثورة التونسية الاسبقية والنموذجية على اخواتها الثورات العربية التي تتابعت بعد انطلاق ثورة البوسعيدي في اكثر من دولة عربية ولكنها لاتزال حتى اليوم تعاني من بعض الهنات التي تحاول اجهاضها والركوب على امواجها وابراز طابع آخر للثورة الربيعية لا يتوافق مع الاهداف التي قامت من اجلها باستثناء الثورة التونسية التي قيد لها الله قادة حريصين على ابقاء جذوة الثورة الربيعية مشتعلا فعملوا بدأب واخلاص حتى اخرجوا الدستور الجديد للثورة والذي يمثللحظة مهمة في تاريخ البلاد بما اتصف به من خواص دستورية توازن بين الاسلام والديمقراطية وتؤكد انه لا خلاف بينهما الامر الذي يمكن ان يكون نموذجا يحتذى من قبل الدول الاخرى التي تعثرت فيها خطوات ثورة الربيع العربي.كما ان انجاح المسار الانتقالي في تونس يعني ان الدستور الجديد يبنى الدولة الديمقراطية ويضع أسس السلطة المحلية ويحفظ الحقوق والحريات ويرسخ العدالة الاجتماعية ويفتح فرصا مهمة للتقدم والازدهار ويثري روح الوفاق الوطني التي سادت المسار الانتقالي في تونس.ان المشاركة القطرية ممثلة بسمو الشيخ جاسم بن حمد آل ثاني الممثل الشخصي لحضرة صاحب السمو الأمير المفدى للجمهورية التونسية الشقيقة الاحتفال الرسمي للمجلس الوطني التأسيسي التونسي بمناسبة المصادقة على الدستور الجديد تؤكد عمق الروابط القطرية التونسية كما تشير بجلاء الى وقوف دولة قطر منذ البداية مع ثورات الربيع العربية وخصوصا الثورة التونسية واستمرارها في دعم هذه الثورات التي اطقلتها الشعوب في دول الربيع العربية.ان مشاركة رؤساء وأمراء ورؤساء حكومات وبرلمانات اكثر من 23 دولة عربية وإفريقية وأوروبية، بالإضافة إلى عدد من كبار المسؤولين من الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي انما تعبر عن المكانة التي تتبوأها تونس في ظل الثورة الربيعية وتعبير عن الاسهام والمشاركة في دعم وتأييد كل ما من شأنه الإسهام في رسم ملامح المرحلة المقبلة للديمقراطية في تونس التي ستكون امتدادا لحضارتها العريقة المتأصلة الامر الذي يؤكد ان الربيع في تونس يحب ان يتجدد دائما.