11 سبتمبر 2025

تسجيل

"لكِ الله يا أرض الكنانة"

08 فبراير 2011

ينتعش صندوق (الرسائل الواردة) الخاص بي بين حين وآخر بتلك الرسائل التي تصلني؛ لتعبر عن أصحابها الذين يختلفون بحسب خلفياتهم التي يأتون منها، لتكون النتيجة هي تلك الرائحة الجميلة و(الخاصة) التي تنبعث منها لتميز كل رسالة عن غيرها، ولتبعث فيني بعضاً من ذاك الذي تَمَلَّك صاحبها حين كتبها، وأرسلها لي، ومن جملة الرسائل تلك كانت جملة رسائل كتبها كاتب اعتاد مراسلتي بكل جديد، حتى ومن قبل أن تطأ كلمات مقالاته سطح الصَحيفة، وهو الشرف الذي يُشعلني شرفاً وبكل أمانة، ولأنها الأمانة ما تتطلبها مهنتنا الإنسانية (التي أحبها وبجنون) فإنه التالي: لقد عجزت بل وعجزت كلماتي عن الرد على تلك الرسائل المعبرة، والتي كُتبت لتُحدثنا عن مستقبل تحجبه المخاوف من كل جانب، المستقبل الذي صار يحمل علامة استفهام كبيرة ليُشاركها حزنها خلال عملية البحث عن إجابة واحدة تُرضيه ليرضى، ولكن وحتى هذه اللحظات مازالت تلك الإجابة مفقودة، ولا أثر يسمح لنا بتتبعه لمعرفة مكانها تلك الإجابة، وهي تلك التي وإن كانت لكان للجميع راحة البال، ولكان لكِ يا أرض الكنانة كل ما تودين. يغلب كلمات اليوم حزن غلب كاتب الرسالة الأخيرة التي وصلتني منه ذاك الكاتب، الرسالة التي صورت أحداثاً لربما شاهدناها عبر الشاشات الفضية الفضائية، ولربما سمعنا منها ما سمعنا من خلال ما بثته القنوات الإذاعية، ولربما قرأنا عنها ما قرأنا في الصحف المحلية والعالمية، ولكن وبلاشك هي مختلفة يفرض اختلافها واقع كاتبها الذي وقع فيه بعد أن وقع عليه، وذاك الأخير هو ما لا يُصدق رغم وقوعه؛ ولأنه كذلك فإن تفاعلاً لا بد وأن يكون من كل مسؤول منا يدركه معنى المسؤولية، والحق إننا نفعل وسنفعل كل ما نستطيع فعله، ولكن الفعل دون إخلاص النية فيه لا شك دون فائدة، والوضع الذي نعيشه يحتاج كل ما يفيده ليستفيد منه ويعيش هو الآخر. آخر الأحداث لا بد وأن نعلم بأننا لا نتحدث عن بقعة دون أخرى، ولا نخص هذه دون تلك، ولكننا نتحدث عن الجميع بشكل يأخذنا وفي نهاية المطاف لآخر الأحداث، وهو ما يحدث لكِ يا (أرض الكنانة)، وما أصعب ما قد حدث، لدرجة أن الكلمات ما عادت منصفة بما فيه الكفاية؛ لنُعبر بها عن ذاك الذي يجتاحنا، (نعم) هو كذلك، فما نجده من حولنا هو (القهر) الممزوج بكثير من الألم، (الألم) الذي نعلم بأنه ومهما كان حجمه فإنه مُعرض للتقلص إن وُجد ما يمتصه ليُخففه، وعن هذا الألم الأخير والخطير، فلابد وأن ندرك بأن إخلاص النية للخلاص لهو خير سبيل إلى ذلك، (نعم) إخلاص النية في كل صغيرة وكبيرة في حياتنا لهو خير سبيل لتحقيق كل ما نرجوه من حياتنا وفيها ولأجل من هم فيها معنا. وأخيراً فإن الكلمات تصل وإن لم يتم الرد عليها، والمشاعر تشتعل وإن لم يتجاوزنا لهيبها، ولك يا كاتب الرسالة: الدنيا مازالت بخير وإن عبثت بنا الظروف، (نعم هي كذلك وستظل كذلك)، وليحفظ الله الجميع. ومن جديد راسلوني بالجديد: [email protected]