11 سبتمبر 2025
تسجيللا تكاد أي دولة أو مجتمع تخلو من فئة تتكلم باسم القانون وتطبقه من أجل أن تحمي أمن المواطنين وتحافظ على الأرواح والممتلكات وتبعث على بث روح الطمأنينة لدى الناس ويلجأون لها متى ما دعت الحاجة لذلك، ودورها يُكمل دور المواطن في تثبيت قواعد الاستقرار في المجتمعات، ونحن نعلم انه في عالمنا العربي كثير من الدول تهتم اهتماماً شديداً بعسكرة المجتمع بمختلف المُسميات، حتى وصل الحد إلى درجه لا يخلو بيت من وجود أكثر من فرد يعمل بهذه الجهة أو تلك، بل في بعض الدول يتجاوز أفراد الشرطة الجيش!! خصوصاً في ظل الدبلوماسية العقلانية التي أصبحت لغة تفاهم تحل بها النزاعات المختلفة والتي كانت لا تحل إلا بالحروب التي لم يعد أحد يطيقها ويتحمل تكاليفها الباهظة، فلم تعد طبول الحروب تُقرع سواء من بعض الدول التي لها أطماع أو من أجل استحقاقات انتخابية تقدم على حماقات، كذلك إن من ضمن الأهداف التي يُجند من أجلها هذه الأعداد الكبيرة من الشرطة ومن في حكمهم دخول أعداد كبيرة من الوافدين ولاسيَما العمالة ربما من أجل التنمية أو من أجل تجارة التأشيرات الرابحة التي لا تكلف شيئا سوى موافقة وتوقيع!! فأصبحت مهنة للبعض ذات مردود مادي كبير بغض النظر عما قد يحدث في المجتمع من أضرار جراء ذلك، ولكن برهنت الأحداث الأخيرة في بعض دول العالم العربي أن هؤلاء المنوط بهم حماية المواطن "أي الشرطة" والسهر على أمنه واستقراره وإنقاذه إذا ما دعت الحاجة لذلك، ويعلم الجميع كم من رجال الأمن قدَم روحه فداءً في سبيل إنقاذ مواطن من حريق أو غرق أو من الحوادث والكوارث الطبيعية المعروفة، فلقد تحول هؤلاء الرجال من الشرطة إلى وحوش تجردت من كل معاني الإنسانية التي دعت إليها مختلف الديانات والأعراف الدولية؛ فأطلقوا عليهم الرصاص الحي والغازات السامة بل المنتهية الصلاحية والتي لها أضرار صحية كبيرة على البيئة وكل من يعيش على الهواء ويستنشقه، بل وروعوا الآمنين من العائلات، وهذا ليس تجنيا على أحد فمن شاهد الأدلة التي بثتها قناة الجزيرة -الوجه المشرق إشراق الصباح- للإعلام العربي الذي يسبح في بحرٍ من الظلمات والأكاذيب، وهو من شجع هذه الأنظمة وجعلها لا تسمع ولا تبصر ولا تفكر إلا في النهب والسلب، وهذه الصور سوف تكون فيما بعد دليلا دامغا لا يقبل للشك، وكل هذا من أجل شخص ترك فئة محدودة تسرق وتنهب البلد بينما المواطن تفترسه الحاجة لأبسط مقومات الحياة الكريمة في بلد فيه من الخير الكثير!! كما ان معاملة البعض من المسئولين بالشرطة تكون قاسية مما ينعكس سلباً على تصرفاته مع المواطنين، ففي بعض الدول تُعطى بعض الجهات الشرّطية حجما أكبر من حجمها، فتجدها تتنافس في التضييق على المواطنين في كل مكان مما تسبب في تنامي روح الكراهية تجاهها وإحجام الكثيرين عن التعاون معها.. وآخر الكلام: عندما تكون هناك عدالة اجتماعية ومعاملة الجميع معاملة واحدة وفهم احتياجات المواطنين الأساسية التي تشكل لهم معاناة في حالة غيابها وخاصة إذا كانت الظروف الاقتصادية فوق الممتازة، ووجود زعيم يُراعي الله في شعبه ولا يبخل عليه بشيء ويُدخل السرور إليه.. فماذا يريد الشعب أكثر من ذلك؟ بل يدعو لهم بالعمر المديد.. وذلك أفضل من الظلم وانتهاج سياسة القبضة الحديدية، وهذا ما حدا بالشعوب لأن تثور، ولهذا السبب يدعو الناس أن يُهيئ الله لزعمائهم بطانة الخير، ويبعد عنهم بطانة السوء وخاصة المستشارين الذين هم سبب الكثير من هذه المشاكل.. [email protected]