قطر وريادة المانحين

جاء توقيع صندوق قطر للتنمية أمس لاتفاقية تعاون مع منظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسف" بقيمة 5 ملايين دولار أمريكي تهدف لمكافحة الكوليرا في اليمن؛ ليؤكد حرص قطر على تقديم مبادراتها الإنسانية والتفاعل مع قضايا وهموم محيطها العربي والدولي، من منطلق التزاماتها الإنسانية التي تمليها عليها ثوابتها الأخلاقية التي تشكل مرتكزات جوهرية في سياساتها الخارجية، وبقدر ما تأتي تلك الخطوة استجابة للنداء العاجل الذي أصدرته "اليونيسف" للقضاء على الكوليرا في اليمن؛ فإنها تأتي انسجاما وامتدادا مع الدور القطري حيث تحتل قطر المرتبة الأولى عربياً في قائمة الدول المانحة لمنظمات الأمم المتحدة الإنسانية للعام الماضي، حيث جاءت في المرتبة الأولى عربياً في تصنيف مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية لعام 2017 والسابعة عالمياً. كما جاءت الأولى عربياً في تصنيف الجهات المانحة للصناديق المتعدّدة الشركاء لعام 2017 والخامسة عالمياً، علاوة على المرتبة الأولى عربياً في تصنيف كبار المانحين للمفوضية السامية للأمم المتحدة لعام 2017 و19 عالمياً. وهذه ليست المرة الأولى التي تبادر فيها قطر بتقديم العون للأشقاء في اليمن، فالمراقب يلحظ أيادي قطر البيضاء على الأشقاء في اليمن تتجلى بوضوح منذ اندلاع الأزمة التي خلفت العديد من المآسي الإنسانية حيث كانت قطر حاضرة هناك وبقوة وفي أكثر من مدينة عبر قوافلها الخيرية والإنسانية تضمد الجراح وتوفر الغذاء والماء وتقدم المساعدات للتخفيف من وطأة تلك المآسي. لا شك أن تلك المساهمة القطرية أمر بالغ الأهمية من شأنه أن يتيح "لليونيسف" مواصلة جهود الوقاية، وتقديم المساعدات المنقذة لحياة الكثيرين في مجالات المياه والصرف الصحي والنظافة والصحة والتغذية للأطفال. في المطلق يمكن القول إن تلك الخطوة إنما تؤكد المكانة الأممية التي ارتقت إليها قطر، وتعكس نجاحات دبلوماسية الدوحة في بُعدها التنموي خاصة عبر صندوق قطر للتنمية، وما يقوم به من شراكات متميزة سواء على مستوى الأمم المتحدة أو المستوى الثنائي والمتعدد الأطراف مع الدول الصديقة، وفي ذلك يكمن سر ما تحظى به الدوحة من تقدير واحترام دولي وإقليمي.