15 سبتمبر 2025

تسجيل

ربّ يومٍ بكيتُ منه

08 يناير 2014

في الـ 2013 حذفت قلبي بغيمة، فبكى بعضي على النار التي علّلتني بالمطر، وبلّلتني بالخوف، وفي الـ2013 ذهبت إلى الأخضر حافياً فأُدميت، وقرأت " يا زمان الوصل في الأندلس" فعادت إلى الغيمة " شقراء الهدب"، ولم نكن " عدنا عدنا، بدفاترنا". وفي الـ 2013 نشفت الإنسانية تماماً، ثمة طفل مفدوغ الرأس أمام مطعم الشاورما، ثمة زرع أصفر جانب شلالٍ مجنون، ثمة نغم حزين في رسالة القناص إلى ابنته العاقّة، وناي مسروق من خطاب الطاغية.وفي الـ 2013 تصالحت والقوس في خصر الربابة، والخبر العاجل على حاشية مدينتي، والمراكب تغرق بأهلي في بحار الدنيا.وفي الـ 2013 شددت أذن الموسيقى لتعلمني كيف أبكي على وطنٍ دون دموع، وقلّبت ورق التاريخ لأهتدي إلى امرأة تصنع خبزاً لقاتلي زوجها، وشيخا يعلّم أولاده الحرب في الصيف، والحبّ في الشتاء، وأنّ شجرة باقية في بستان خيرٌ من عشرٍ اقتلعها عصفور الميغ.وفي الـ 2013 تعلمت أن الضرب يؤدي حتماً إلى التقسيم، وأنّ الجمع (ممّن ضمّ مجلسنا) يُجرّ بحرف، وأن الأفعال الخمسة تبدأ من وقف نزف امرأة لا تزال تبتسم، وتنتهي بصباحٍ كتب عليه: صناعة وطنيّة.وفي الـ 2013 وقفت على النيل دون ثرثرة محفوظ، وعلى الخليج دون صدى السيّاب، وعلى الأطلس دون خبز محمد شكري، وعلى الماضي دون دموع أبي العتاهية.وفي الـ 2013 كان الشهداء يمدون لحافهم على مقاس خوفنا، وكان الشايب الذي يصرخ (هرمنا) يبحث عن اللحظة التاريخية في مطعم فلافل، وكان عرب ذ فويس يهتفون:" الشعب يريد محمد عساف"، وعرب مخيم الزعتري يقولون:" المذلة ولا الموت".وفي الـ 2013 استضاف مخيّم السماء مائة ألف نجمة، ظلّت مجرّد أرقام في الدفاتر، وجثث في المقابر، وقصيدة في فضاءات افتراضية موهومة بالغلبة والقوة. **وفي الـ 2013 كانت القافلة تنبح والكلاب تسير.