14 سبتمبر 2025

تسجيل

أزمة "الإعلام العربي"!

08 يناير 2014

بعيداً عن دغدغة العواطف، لا يوجد تعريف محدد لمصطلح "الإعلام العربي"، والواقع يشير إلى وجود إعلام مختلف المشارب والاتجاهات والاهتمامات خصوصا عندما يتم الحديث عن الخصوصية لكل دولة، وتناول الأخبار والقضايا يكون بشكل عمومي لكي يتم كسب مساحة تتحرك فيها وسائل الإعلام على المستوى المحلي والإقليمي والدولي خصوصا في الهروب من القضايا المصيرية والحساسة في داخل كل دولة عربية.ما يجمع "الإعلام في العالم العربي" ـ لو استخدمنا المصطلح مجازا ـ منذ بداية انطلاقه انه ارتبط بمبدأ تمثيل الدولة للمجتمع والفرد من غير تفويض من الجمهور، حيث يصبح ذوبان الفرد في المجتمع وانقياد المجتمع لمنطق الدولة. وتكون الدولة مختزلة في قيادتها السياسية العليا التي تقتصر في الحزب أو القبيلة أو الطائفة أو الجماعة الناجية او في شخص الزعيم الأوحد مثلما يصفه جورج أورويل في روايته الشهيرة 1948.المشهد الإعلامي في العالم العربي بشكل عام، موزع المفاصل والأجزاء بين تابع للسلطات الحاكمة وشخوصها من ناحية الملكية بشكل مباشر أو غير مباشر، وتابع بمضمون المادة الإعلامية للرقابة الداخلية والأجندات الداخلية والخارجية، وتابع لما تعرضه المؤسسات ووكالات الأنباء الكبرى الغربية وكل ذلك أدى إلى إيجاد وضع مريض متناقض مضطرب انعكس سلبا على الأداء الإعلامي في كل قطّر عربي! ومفهوم الإعلام "كسلطة رابعة" ليس له معنى، ناهيك عن أي دور فاعل، في غياب الفصل بين السلطات الرئيسية، وضعف المشاركة السياسية الفعالة، وغياب المجتمع المدني. لذلك عجزت المنظومة الإعلامية عن إيجاد فضاء عام يشكل رأيا عاما قويا وفعالا يراقب السلطة ويؤهل الفرد في المجتمع ليكون فاعلا ومشاركا وواعيا بما له وما عليه وما يدور حوله، بدل التعويل على نظرية المؤامرة وإلقاء اللوم على الخارج؟!ورغم ذلك الوضع المتردي هناك تجارب إعلامية عربية وإنْ انحصرت في مؤسسة أو مؤسستين بالكثير، صنعت الفارق وكانت نموذجاً تجاوز جغرافية المنطقة، وأصبحت مؤثرا وفاعلا دوليا وإنْ تراجعت في الآونة الأخيرة، وهناك تجارب إعلامية أوجدتها الأنظمة السياسية لتخلق المعادل تواجه فيها تأثير الإعلام الذي ينطلق من الداخل أو الخارج، وهناك تجارب أخرى فرضتها الظروف والأحداث السياسية، وتجارب البقية الباقية ظلت في صيغتها التقليدية بلا تغيير يذكر، وكان كل شيء على ما يرام حتى بعد الانتفاضات وتداعياته؟ تقول الحكمة: "إذا كنت تؤمن بحرية التعبير، فأنت بالضرورة تؤمن بحرية التعبير عن الآراء التي لا تعجبك" ومعضلة الإعلام العربي الكبرى أنه لا يؤمن؟!