14 سبتمبر 2025
تسجيللاشك أن أي عقل مهما بلغ من ذكاء ونبوغ إذا لم يكن يهدي صاحبه إلى خالقه يبقى غبياً؛ فهو خلقه من أجل أن يعبده، فلماذا هذه العقول التي تبتكر في مختلف المجالات عجزت عن أن تكتشف أن الإسلام هو الدين الحق وفي اتباعة الصلاح والفلاح، وخاصة أن مختلف النظريات التي عرفت تجدها في القرآن الكريم، وفيه نظام محكم صالح لكل زمان ومكان، وأن ضمنها هذا الإنسان الذي أنعم عليه بالعقل لكي يتفكر ويهتدي إلى خالقة بناء على اقتناع وشواهد كثيرة واضحة للعيان.. وأن الله عندما حرم أشياء لم تكن إلا لمصلحة بني البشر لعلمه هي التي سوف تفسد حياتهم وعلاقاتهم المختلفة فيما بعد، وخصوصاً مع خالقهم وحلل لهم أشياء فيها راحتهم وسعادتهم، وفلاحهم وصلاحهم، وأخذ في الحسبان كل شيء جل شأنه وتنزه عن كل نقص، وضرب لهم في كل ناحية مثلاً وأمثالاً وقصصاً وعبراً ودروساً من أمم سابقة انتهكت هذه المحظورات وما آل إليه حالهم وماذا فعلوا وماذا لاقوا؟؟ وعندما رجع إليه البعض تائبين غفر له، وقال بصريح العبارة: إن باب التوبة مفتوح ليل نهار ويمكن للإنسان أن يعود ثم يستغفر فيغفرله!! لكن للأسف الشديد ضرب المسلمين بئس المثل لغيرهم، فهؤلاء المسلمون الذين تلقوا مختلف التعاليم الإسلامية منذ الصغر وولدوا وتربوا في بيئة إسلامية عكس الآخرين، يسمعون مختلف الأحاديث وآيات القرآن الكريم تُتلى عليهم أناء الليل وأطراف النهار.. والأئمة يتكلمون في الجمع والجماعات يتحدثون في جميع الجوانب التي تهم الإسلام والمسلمين، وما ذكر عن الرسول الكريم من أحداث مع أصحابه وسيرته العطرة، وما روي عنه من أحاديث وما جاء في خطبته في حجة الوداع، ومن بعده الخلف الصالح وسيّرهم، إلا أن المسلمين منذ زمن بعيد رجعوا إلى جاهليتهم الأولى، وزادت وتيرة ذلك الآن؟؟ فهم يقتل بعضهم بعضاً ويسرق بعضهم بعضاً يكذبون على بعضهم لا يترددون في أكل الربا، ينتشر الظلم والفساد بينهم، والكثير منهم غاش للأمة، وبرع الكثيرون منهم في تدمير الأخلاق باسم الحداثة أو السياحة واحتفلوا بأعياد غير المسلمين بأكثر مما يحتفلون به بأعياد المسلمين؟؟!! فالله أعطاهم من النعم الشيء الكثير لكي يغنيهم عن مردود هذه الأشياء، إلا أنهم لا يحسبون لغضبه حساباً، ونسوا أن الله يمهل ولا يهمل وتدخلوا في خصائص الله وادعى البعض أسماءه وفي القتل فقتلوا الأبرياء والشيوخ والنساء والأطفال حتى بيوت الله التي توعد من سعى في خرابها بالعذاب الشديد، فدمروها على رؤس المصلين؟؟!! وأصبح البعض يؤمن بالطائفية من دون الله، واتخذ له غير سبيل الله سبيلاً فخانوا الأمانات وضيعوها وخاضوا الانتخابات باسم الشعوب وكذبوا عليها وأصبحت جسر عبور لمصالحهم!! وجعل البعض الإسلام واجهة يتخفى من خلالها!! وجند البعض نفسه لمحاربة الإسلام وأهله وتلفيق التهم لهم، ولم يعد هناك مكان للصادق الأمين، فالنزيه مكانه البيت أما الكاذب المنافق ملمع الوجوه فهو المقرب، فقُربت بطائن السوء وأبعدت بطانة الخير وظهر الفساد في البر والبحر!!! ظهرت فئات تقتل الناس بدم بارد كالشبيحة الكلاب النبيحة، والمرتزقة، واستباح الكثيرون المال العام، فتتم سرقته باسم مصلحة الأوطان وخانوا ولاة الأمر، وتكسبوا من خلال المناصب فتضخمت حساباتهم من السرقات المُقننه!! ولم يخلص المعلم لطلابه من أجل الدروس الخصوصية، فتلاعبوا بالكيل والميزان واختل ميزان العدل والمساواة بين الناس إلا من رحم الله واتهموك بالتخلف والرجعية إن نصحتهم!! فصار للرويبضاء شأن يُفتي في كل شيء، وزاد الصرف والبذخ في أمور ليس وراءها طائل وصار استرجاع الماضي والتراث والبكاء على الأطلال الذي اشتهر به العرب الشغل الشاغل، ووجدوا فيه وسيلة استرزاق أهم من التقدم!! لكن إذا كانت كل هذه الأفعال تصدر من المسلمين ويخالف جلها التعاليم الإسلامية ونحن مسلمون ونقوم بها، فكيف بالله عليكم نقنع غير المسلمين بالدخول فيه؟؟؟؟!!!!!