11 سبتمبر 2025

تسجيل

وهكذا فازت قطر

07 ديسمبر 2022

"يا ضيفنا لو زرتنا لوجدتنا.. نحن الضيوف وأنت رب المنزلِ".. بيت شعر يخص شعور كل مواطن قطري هذه الأيام تجاه ضيوفنا من مختلف دول العالم والذين أتوا إلينا لحضور فعاليات بطولة كأس العالم. ورغم أن القطريين والعرب عموماً مشهورون بالكرم والعطاء واستقبال الضيوف عادة، إلا أنها ربما المرة الأولى التي يكون الضيوف فيها بهذه الأعداد المليونية وهو ما ضاعف مسؤولية المواطن القطري بهذا الشكل الضخم. كرم الضيافة الآسر الذي أسر جميع الضيوف في قطر لا يختلف عليه اثنان في المونديال التاريخي العربي مونديال ٢٠٢٢. فواتير تدفع في المطعم، مشروبات وحلويات توزع مجاناً، كرم الضيافة للبيوت المجاورة حول الملاعب، وأينما تذهب في هذا البلد تجد الترحيب، أضف لذلك استضافة أصحاب المجالس القطرية للمشجعين، الجميع له أفضلية في الضيافة والجميع محل ترحيب.. مشاعر تمتزج بالسعادة والحب لرؤية هذه الصور الجميلة التي فرضت الضيافة القطرية في المونديال ونقلت أيضاً عبر الأخبار والجرائد. هذا من بعد أن كان المونديال شبحاً مخيفاً جداً، وكان الكثيرون متوترين من الحضور إلى قطر ولكن ما وجدوه من حفاوة ونعمة الأمان التي يشعر بها الجميع غيّر كل التوقعات. جاء الافتتاح ليزيل كل مخاوف الجميع وتحول إلى حب وسلام يلف المجتمع بل إلى ترحيب واستقبال الجميع والتعايش مع الجميع. لقد كان لمنع الكحول في المونديال دور في زيادة الشعور بالأمان وتفادي التحرشات والعنف، وأيضاً تغيير نمطية المونديال بعدم قبول المثلية في الملاعب ورفض الخطابات العنصرية واللاأخلاقية، وهذا ما ساعد على نجاح المونديال وزيادة الشعور بالأمان والحفاوة في بلد المونديال العربي المسلم. كانت لضيوف المونديال الفرصة في تجربة الملابس التقليدية لأهل قطر الثوب القطري والغترة، وأيضاً الملابس النسائية، وتجربة تذوق الطعام التقليدي كانت مميزة جداً، فهناك صور يحُكى عنها وذكريات لا تُنسى لكل زائر. في مختلف مناطق الفعاليات وفي الملاعب تجد التميز في القطريين والقطريات والعائلات يرحبون بالجميع، وأصبح زوار المونديال ينقلون تجاربهم حرفياً في وسائل الإعلام. تقول دوناتا هوبفن رئيسة رابطة الدوري الألماني: إن كأس العالم في قطر ستؤدي إلى تغيير أمور كثيرة وستلفت الأنظار إلى العديد من الموضوعات المهمة، وقرار منع إشارة "حب واحد" كان صحيحاً لأن اللاعبين هنا للعب كرة القدم. ويقول المؤلف البريطاني متعجباً ومدافعاً عن قرارات بلد المونديال وبعد أن حضر المونديال: نحن مغرورون، فنحن نعتقد بأن لدينا الحق بالذهاب للجهة الأخرى من العالم لنملي على مختلف الثقافات والشعوب كيف عليهم عيش حياتهم، وأنه بإمكاننا فرض وجهات نظرنا عليهم، فيما يجب فقط لعب كرة القدم، وفرض سياسات دول أخرى؟! ليال حماسية مليئة بالمفاجآت في كل مكان في قطر؛ كتارا، لوسيل، أسباير، مشيرب، وأينما تذهب تجد الفعاليات المختلفة. انتصار قطر التاريخي في القدرة على تنظيم فيفا ٢٢ من خلاله استطاعت أن توظف الإعلام والثقافة والتعليم والرياضة والسياحة والاستثمار والعمل الخيري، إنها نسخة لن تتكرر بشهادة كل من حضر في الكرم وحسن الضيافة ونشر القيم الإسلامية وعادات المجتمع. بالتأكيد مشجعو وضيوف الفيفا سيعودون إلى بلادهم وهم يحملون الكثير من المواقف والذكريات الجميلة عن قطر.. ولديهم الكثير مما يتحدثون عنه التنظيم والملاعب والأماكن والاستضافة والقطريين.. حتى نظراتهم وكلامهم.. ممتن جداً.. وأظن الآلاف مثلي. هاردلك لمن أراد تخريب المونديال.. وكسبت قطر كل حب وتقدير العالم. وفازت بالمونديال رغم خسارة فريقها في مبارياته الثلاثة، فحسن التنظيم وكرم الضيافة وحفاوة الاستقبال كانت هي الأهم فعلاً. كل هذا وبيني وبينكم...