11 سبتمبر 2025
تسجيلمُنذ زمن كُنت في منافسة كروية مع أحد الإخوة الصغار بالسن وخلال المنافسة اصطنع المنافس الإصابة وتعمد الغش لأجل الحصول على ضربة جزاء، فتحدثت معه بأن اللعب الهدف منه التسلية والمنافسة الشريفة ليكون رده المفاجئ لي "كلهم يسوون جذي" يعني بأن الكثير من اللاعبين يدّعون الإصابات في الملاعب ليكسبوا بها ضربة جزاء أو طرد لاعب مما يعطيهم أفضلية أعلى للفوز ! فما تبينه تلك الحادثة بأن الألعاب التنافسية وإن كانت هي في صورتها ألعاب رياضية جسدية ونفسية هدفها الترفيه عن النفس ولكنها هي أيضاً رسالة وقدوة ودروس أخلاقية ورسالة تعليمية للمشاهد والمُتابع ورسالة تهذيبية للنفس وتطويعها للكسب بشرف. بالأمس تم تكريم اللاعب القطري للوثب العالي معتز برشم بجائزة الرياضي المُلهِم وذلك لموقفه التاريخي ومشاركته ذهبية الوثب العالي مع منافسه في بطولة طوكيو، وهذه الجائزة تُثبت أهمية إيصال الرسالة التوعوية وهي رسالة موجهة إلى كل متابع بأن اللعبة الرياضية هي في أساسها لعبة منافسة شريفة وهي بالدرجة الأولى لعبة أخلاق وقيم، وهذا التكريم يدل على ندرة وانخفاض هذه المواقف الرائعة في رياضيي العالم ولكن بمثل هذا الموقف من اللاعب مُعتز ظهرت جائزة الرياضي المُلهِم للمرة الأولى وقد نجد أثرها عن قريب في اللاعبين الآخرين وبالرياضات المُختلفة. اللاعب الخلوق والمحلل الرياضي محمد أبوتريكة لاعب كرة القدم والغني عن التعريف له مواقف عربية وإسلامية عدة من نصرة قضية فلسطين المحتلة وإلى كُل ما فيه خيرٌ للمسلمين، قدم اللاعب في الأستديو التحليلي درسا أخلاقيا دينيا مجتمعيا وذلك بعد رؤيته لعدة محاولات من دول الغرب لدعم الشواذ جنسياً واستغلال الأحداث الرياضية العالمية للترويج لهم ومساندتهم والوقوف معهم وإظهارهم بأنهم فئة طبيعية وبأنهم أحد مكونات المجتمع ولا فرق بينهم وبين الذكر والأنثى ! وهذا ما جعل اللاعب الخلوق أبوتريكة يتصدى لهذه المحاولات في كلمات عظيمة تبين فيها محبة لدينه ومجتمعه وتحذيره من خطورة هذا الأمر، ومن عقوبة الله عز وجل وسخطه على هؤلاء وعلى من أيدهم وآواهم، كما ذكَّر المُشاهدين بما حصل لقوم لوط عليه السلام من عقاب الله عز وجل، وحذر من الطريقة التي يحاول بها هؤلاء تغذية أفكار أبنائنا في مجتمعاتنا الإسلامية والعربية والمُغتربين من أبناء المسلمين، حيث يعمل الغرب على استقطاب هؤلاء الشاذين جنسياً وتصويرهم بأنهم أشخاص طبيعيون وأنهم أفراد ظلموا في المجتمع ليتم التعاطف معهم ولتعتاد الأنفس عليهم لاحقاً فيصبحوا واقعاً لا يُخجل منه ! وذلك ما ينافي الواقع والفطرة البشرية ويخالف ذلك كل دين بدءًا من الدين الإسلامي وحتى الديانات الأخرى السماوية والتي تم تحريفها. وعلى ما يبدو أن هناك هجمة إعلامية بدأت من الصحف العالمية تقوم بشكل ممنهج بالهجوم على اللاعب أبوتريكة ومحاولة التأثير على الجهة التي يعمل بها لإنهاء خدماته ! وذلك بسبب تصريحه وعدم قبوله بالشذوذ الجنسي وحرصه على مجتمعه وأبنائه والقيام بدور الناصح للمجتمعات المسلمة من هذه الفئة الفاسدة، حيث إن الديمقراطية الغربية توقفت مع ما يخالف توجههم ! ومن المؤسف رؤية بعض من أبناء جلدتنا يتحدثون عن محاورة الداعمين للشاذين وإيضاح ضرر هذا الفعل على الأسرة والمجتمع وكأن هذا الأمر مخفي ولا يظهر للعيان ! وهذا إن دل فإنه يدل على تغلغل الفكر الغربي بشكل كبير في فئات عديدة في مُجتمعاتنا فأصبحت تتحدث في إقناع الغرب بوجهات النظر والرأي من الناحية العلمية والمجتمعية لا الدينية !! فالتوجه للأمر المنطقي والعلمي هو باب إن فُتح فسيفتح واسعاً ! ففي شرب الخمر فوائد ولكن الضرر أكبر ومدمر للمجتمعات وللأفراد، وإن انسلخنا من التوجه الديني لنا في حرمة شرب الخمر واستبدلنا ذلك بالتحاور مع من يحلله علمياً فسيصبح الأمر، بمقولة إذاً نشرب القليل بما أن القليل منه لا يضر علمياً ! من هو أبوتريكة هو من يجب أن يُحتذى به من مشاهير العالم العربي والإسلامي وذلك في جميع المجالات الرياضية وغيرها، أبوتريكة يمثل الشاب المسلم الذي من واجباته أن ينكر المنكر وأن يستخدم شهرته التي منَّ الله عز وجل بها عليه في خير مجتمعه ودينه، أبوتريكة ما فعله قد يكلفه خسائر في شؤونه الدنيوية ولكنه بإذن الله تعالى ربح ما لا يُخسر، فربح الآخره وأُلقيت محبته في قلوب المسلمين وثواب الله خيرٌ وأبقى. أبو تريكة مثال للمشهور الذي نحرص على متابعته من قبل أبنائنا ومتابعة أمثاله ونتمنى أن يحذو حذوه مشاهير العالم الإسلامي للانتصار لدينهم وكفى للمال عبثاً بهم ! وواجبنا في هذا الوقت الدعم الكامل ومن جميع فئات المجتمع بدءًا من أعلى سقف في المجتمع وإلى جميع أفراده رسمياً، وأفراداً، كتابةً وقولاً وذلك في حق الرياضي الخلوق المسلم محمد أبوتريكة ونصرة لديننا. أخيراً امرأة لوط عليه السلام لم تقم بالفاحشة ولكنها لم تنكر ذلك على قومها بل أفشت لقومها عن ضيوف لوط عليه السلام، فأصابها العذاب. { فَأَنْجَيْنَاهُ وَأَهْلَهُ إِلَّا امْرَأَتَهُ كَانَتْ مِنَ الْغَابِرِينَ}