قطر وماليزيا.. علاقات وثيقة

المباحثات التي أجراها حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، مع دولة الدكتور مهاتير محمد رئيس وزراء ماليزيا، أمس في العاصمة كوالالمبور، عكست عمق العلاقات بين البلدين، والرغبة المشتركة في دعمها وتعزيزها في مختلف المجالات للوصول بمستواها إلى آفاق أوسع وأقوى. كما تناول اللقاء أيضا الأزمة الخليجية، حيث أعرب دولة رئيس الوزراء الماليزي عن ضرورة حلها بالحوار والطرق الدبلوماسية بين الأطراف المعنية. وبالإضافة إلى ذلك، بحث وجهات النظر حول عدد من القضايا الإقليمية والدولية بما فيها الأزمة اليمنية والأزمة السورية، علاوة على بحث التنسيق في الجهود الإنسانية والأعمال الخيرية لمساعدة اللاجئين في محنتهم، وبشكل خاص لاجئي الروهينغا. وتتميز العلاقات القطرية الماليزية بالتنوع والثراء في مختلف المجالات، ولذلك رأى الجانبان ضرورة تشكيل لجنة عليا مشتركة برئاسة وزيري خارجية البلدين، علاوة على أن هناك مجالات متعددة يمكن تكثيف التعاون فيها، ومنها مجالات الطاقة النظيفة والاستثمارات والتعاون المشترك في تجميع السيارات الذي تمتلك فيه ماليزيا خبرة واسعة. وفي المجال الاقتصادي اتفق الجانبان على تفعيل اللجنة الاقتصادية المشتركة المشكلة منذ عام 2009. وتكمن أهمية زيارة صاحب السمو إلى ماليزيا والمباحثات الهامة التي أجراها سموه مع رئيس الوزراء الماليزي الدكتور مهاتير محمد، في أنها تعطي دفعة قوية للعلاقات بين البلدين وتوسع آفاق التعاون مع شريك مهم من النمور الآسيوية، خاصة وأن الدوحة أثبتت بجدارة قدرتها على التعامل بحكمة وعقلانية مع القضايا والأحداث الإقليمية والدولية، وهذا النهج السليم كان محل إعجاب الشركاء في جميع أنحاء العالم.