16 سبتمبر 2025
تسجيل> لا يبدو أن الرئيس الأمريكي يريد الانفكاك عن مصطلح "الإرهاب الإسلامي الريدكالي" أو المتطرف، وبالرغم من أن مستشار الأمن القومي في الولايات المتحدة هربرت ماكماستر حذر ترامب من استخدام هذا المصطلح، إلا أن ترامب يبدو أنه وكما هي عادة ترامب لا يأخذ النصائح على محمل الجد، وفي الوقت ذاته، فترامب أيضا يتصرف على نحو "غير رئاسي"، فرئيس الولايات المتحدة الأمريكية يقوم بإعادة تغريد تغريدات تظهر المسلمين بشكل هجمي، ففي التغريدات التي أعاد نشرها صور للمهاجرين واللاجئين بأنهم يميلون للعنف، وفي تغريدة أخرى، أظهر رجل يكسر تمثال مريم العذراء، وأخرى لأشخاص يرمون رجلا من أعلى بناية. وبالرغم من توضيح هولندا لمحتوى الفيديو وانتقاد بريطانيا لتصرف ترامب، بسبب أن من نشر الفيديو في الأساس هو حزب "بريطانيا أولاً" المتطرف، ونائبة الحزب جايدا فرانسين اعتدت على امرأة مسلمة محجبة ويتبع حزبها آراء متطرفة بالأخص ضد الإسلام والمهاجرين. > بعد أشهر من تولي الرئيس الامريكي الحكم، إلا أنه فشل حتى الآن في استخدام لغة مناسبة أو على الأقل دبلوماسية في خطاباته للمسلمين، كما أنه فشل في توحيد شعبه، بما فيهم الأمريكيين المسلمين، فبسبب خطاب ترامب منذ توليه الرئاسة، ارتفعت الكراهية وارتفعت مستويات العداء بشكل غير مسبوق ضد المسلمين والمهاجرين، فبحسب مكتب التحقيقات الفيدرالية الأمريكية ارتفعت جرائم الكراهية ضد المسلمين في الولايات المتحدة بنسبة 20%، وهو رقم لا يبدو أنه سينخفض في أي وقت قريباً بسبب النهج الذي يتبعه ترامب. > لعل الأمر الآخر الذي أثار انتباهي الصمت المطبق للعالم الإسلامي والعربي، ولو كان بتصريح استنكاري يستنكر التغريدات التي أعاد ترامب إرسالها، فالمشكلة ليست في التغريدات بقدر ما هي أن تلك قناعات تعبر عن الرئيس الأمريكي، والتي بالتالي يبني عليها سياساته وقوانينه خصوصا ومع وجود تيار محافظ ومعادِ للمهاجرين والإسلام بشكل عام، ولعلي أتذكر في الوقت نفسه، كيف أن عندما تم حصار قطر، خرج المفتي السعودي عبدالعزيز آل شيخ ليقول في رمضان إن حصار قطر "مصلحة للمسلمين ومنفعة للقطريين"، وحتى اليوم لم يجرؤأاياً كان من المؤسسات الاسلامية على رفض خطاب ونهج دونالد ترامب في التعامل مع قضايا المسلمين، كما تبين من خلال التغريدات الأخيرة التي لم يعتذر عنها وإنما بررها وهاجم أيضا رئيسة الوزراء البريطانية التي علقت على التغريدات المسيئة التي قام ترامب بإعادة تغريدها. من المؤسف أن يُعمم مصطلح وصفة "الارهاب الريدكالي الاسلامي" على المسلمين، وتصمت القيادات المسلمة ويصمت المجتمع الدولي ايضا، فهذه اللغة التي يستخدمها ترامب توصم دين بأكمله ولا يوصف أشخاص يعتنقون هذا الدين قد يكونوا بالفعل "ارهابيين". الأمر الأكيد ان استمرارية استخدام هذا المصطلح ستعمق من المشكلة وايضا سوف تعزل المسلمين في المجتمع الامريكي والمجتمعات الغربية بشكل عام.