12 سبتمبر 2025
تسجيلتحول منتدى دراسات الخليج والجزيرة العربية، الذي يعقد تحت مظلة المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات في الدوحة وللسنة الثالثة على التوالي، إلى قمة خليجية أكاديمية، تطرح فيها على مدار ثلاثة أيام متواصلة مواد متنوعة من الدراسات والبحوث والأوراق المحكمة، التي تتناول تفكيك وتحليل واستشراف القضايا المصيرية، بمشاركة مجموعة واسعة من القيادات الحالية من صناع القرار والمسؤولين السابقين والخبراء والأكاديميين والمهتمين بالشأن الخليجي من أبناء دول الخليج أو الأشقاء في الدول العربية أو الباحثين من الدول الغربية والولايات المتحدة الأمريكية والآسيوية وأمريكا اللاتينية.ناقش المنتدى في هذه السنة محور العلاقات التركية — الخليجية، العلاقات الاقتصادية بين الطرفين وقضايا الأمن والتحديات الإقليمية المشتركة، وخرجت التوصيات بضرورة إعادة بناء تحالفات والتعاون بين الطرفين في مواجهة التحديات والمخاطر الحادثة في المنطقة، من تداعيات الثورات العربية وظاهرة الإرهاب الدولي، وكذا المطامح الإيرانية التوسعية في المنطقة. كما توزعت جلسات المنتدى إلى محورين، يتناول الأول قضايا التنويع الاقتصادي في الاقتصادات الخليجية، وأهم الإشكاليات المتعلقة بما بعد عصر النفط والتحولات الاقتصادية الدولية، وما تفرضه من تحديات على اقتصادات دول الخليج العربية، والحديث حول توجيه التبادل الاقتصادي والتجاري نحو دول شرق آسيا وبشكل مكثف، تصميم نموذج جديد ورؤى ذكية تعتمد على الاستثمار في العناصر الأساسية لاقتصاد المعرفة والمتمثلة بالتعليم والتدريب، والإبداع والابتكار، والحوافز الاقتصادية والنظم المؤسسية وتكنولوجيا المعلومات والاتصال؛ بهدف خلق جيل متعلم ومؤهل وذي كفاءة عالية يسهم في تحقيق ليس التنويع الاقتصادي في دول المجلس فحسب، بل ويسهم أيضًا في تحقيق تنمية شاملة ومستدامة تلبي تطلعات شعوب دول المنطقة. ويركز الثاني في التحديات الإقليمية والدولية على تحدي الإفرازات السلبية في "الربيع العربي" والتوتر في العلاقات الخليجية — الإيرانية، وقد عرضت ورقة د. عبد الله العساف، أربعة سيناريوهات، الأول استمرار الحرب بالوكالة ومحاولة كل طرف استنزاف الطرف الآخر، وجره إلى مستنقعات تنهك قواه، وتقضي على طموحه، الثاني: المواجهة المباشرة، وهو احتمال بعيد بعد حرب الثماني سنوات مع العراق، الثالث إمكانية التقارب والانفتاح، وهو على الرغم من صعوبة تحقيقه نظريًا، فإنه الخيار الأفضل للطرفين، أمّا الأخير فهو سيناريو "المد والجزر"، شريطة أن يبقى محصورًا داخل الحدود، لا يتجاوز تصريحات كلامية. إن هذا المنتدى الذي يتزامن مع انعقاد قمة دول مجلس التعاون الخليجي، تحول إلى مظلة خليجية جامعة، وعنصر يستثمر في بناء الوعي والمعرفة، والشكر موصول للقائمين عليه.