12 سبتمبر 2025
تسجيلأرشدنا التاريخ الإنساني إلى أن من تحمل الألم العاجل، على الوصال المحرم؛ أعقبه الله إيمانا وعوضه من جنس ما فقد منه، وأن من ترك بعض حقه لأجل الله؛ بارك الله له في ماله وأهله وولده، ولعل هذا بعض حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم "ما ترك عبد شيئاً لله لا يتركه إلا له عوض الله منه ما هو خير له في دينه ودنياه".ترك يوسف الصديق عليه السلام امرأة العزيز لله، وفضل الألم العاجل (السجن) على الشهوة المحرمة فعوّضه الله خيرا: مكّنه في الأرض وجعله على خزائن الأرض يتبوأ منها حيث يشاء، وأتته المرأة صاغرة سائلة راغبة في الوصل الحلال.أحب سليمان عليه السلام الخيل طلبا للجهاد بها في سبيل الله، وكان معه الخيول الصافنات: القوية السريعة، وبينما هو يقوم بعرضها وتنظيمها، فاتته صلاة العصر نسياناً لا عمداً، فلما أدرك ذلك قال مخاطبا خيله: لا والله لا تشغليني عن عبادة ربي، ثم أمر بها فعقرت! فكان أن عوضه الله خيرا منها وهو الريح التي تجري بأمره رخاء حيث أصاب، غدوها شهر، ورواحها شهر، أسرع من الخيل وأخير.ترك المهاجرون ديارهم لله وأوطانهم التي هي أحبُّ شيء إليهم فعوضهم الله أن فتح عليهم الدُّنيا وملكهم شرق الأرض وغربها.رجل من بني إسرائيل لم يعمل حسنة غير أنه كان يداين الناس، فكان يقول لفتاه: إذا جئت مُعْسِراً فتجاوز عنه، فكان أن أوقفه الله أمامه وقال لملائكته: "نَحْنُ أَحَقُّ بِذَلِكَ مِنْهُ تَجَاوَزُوا عَنْهُ" وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم، حين قال "إنك لا تدع شيئاً اتقاء لله تعالى إلا أعطاك الله عز وجل خيراً منه".