11 سبتمبر 2025
تسجيليقولون لماذا نرى التهافت في دول الخليج من الجميع على التراث؟؟ فلا تكاد تفتح وسيلة إعلامية إلا تجدها تتحدث عن الفعاليات وعن المروجين لهذه السلعة التي أصبحت مستساغة ومربحة للكثيرين؟؟والكل يعلم أن الدولة هنا حفظها الله تجاريهم بالدعم ما دام هذا طموحهم ومدت حبلا طويلا بين الماضي والحاضر وبنت صروحا علمية كبيرة قلما تجد لها مثيلا في دول العالم وخاصة العالم الثالث، ولكن كانت الغلبة للماضي فالذين يجرون هذا الحبل كُثر يتزايدون يوما بعد يوم لسهولة ذلك ووجدوا فيه الربح الوفير حتى أصبحت الغلبة لهم وخسر الفريق الآخر الذي تعبت الدولة وصرفت عليه دون حدود من أجل أن يتحقق الحلم المنشود والأمل المرجو في أن تكون قطر مصدر انطلاقة نحو المستقبل، وللحاق بالركب الحضاري فتذكر الماضي شيء رائع وجميل كما قال المصريون "من فات أديمه تاه" ولكن يبقى كل شيء في حدود فلا إفراط ولا تفريط؟؟ فنحن نعلم أن أجدادنا وآباءنا رحم الله من مات منهم ومد من بقي منهم بموفور الصحة والعافية كانوا يذهبون للغوص والبحث عن اللؤلؤ صيفاً وشتاءً بدو رّحل يبحثون عن الكلأ والماء والصيد بمختلف أنواعه ومازالت منازلهم في البر إلى يومنا هذا شاهد على ذلك، وكان حبهم لهذه الأرض كبير ليس له حدود ويعتبرون أنفسهم عائلة واحدة بما في ذلك الحاكم والمحكوم هذا كله باختصار شديد، أما هذا العصر فهو مختلف فهو عصر التكنولوجيا والتقدم والازدهار في كل المجالات وللبحث العلمي شأن كبير فيه وتقاس الأمم بناء على ذلك وتتقدم ولا تبقى للأبد تعتمد على الثروات المعدنية التي سوف تنضب في يوم من الأيام أو يصيبها الكساد أو تخرج لنا طاقة بديلة، وتذكرنا يوم أن خرج اللؤلؤ الصناعي كالمارد وأطاح بعروش اللؤلؤ الطبيعي فالنوم في العسل لا يفيد قد نصحو في يوم على كابوس فظيع فلا بد أن يكون البديل موجودا، ألم نكتف بهذا القدر من الأمور العبثية وتضييع الوقت والجهد والمال في شيء أكل عليه الدهر وشرب؟؟! *ما الذي يدعو الكثيرين أن يتصنع الكلام ويغير من لهجته فلربما ظن أنه يأخذ صكا من الناس بأنه أصيل بذلك ويتحدث بلهجة ليست بلهجته مع أن لهجتنا معروفة يتحدث بها مثلا أهل قطر فهم أهل بحر وأهل بر مع دخول الكثيرين بعد أن حصلوا على الجنسية ببعض العبارات أو الكلمات المختلفة قليلا فلنكن على طبيعتنا وسجيتنا صحيح أن بعض القنوات تستقطب من يتكلمون بنفس اللهجة حتى تأثر الكثيرون بسبب ذلك؟؟ فلا بد أن نتذكر أن المقياس هو التقوى التي يوزن بها الناس عند الله وليس شيئا آخر بمقاييس بني البشر المعروفة. *من السهولة بمكان أن نضع الشعارات الوطنية ونقول العبارات المنتقاة المنمقة ونقول كلاما كبيرا وعريضا وقد يتعدى حدود الخيال ويصل إلى مرتبة النفاق والدجل وبيع الكلام؟؟ وقد نصف البعض من بني البشر بصفات لا تتوافر إلا في الأنبياء والمرسلين وقد يزايد البعض في الوطنية ويُسرف كثيراً؟؟ وقد يكون صادقا أو كلامه مأخوذ خيره بينما الواقع غير ذلك، فالكلام يبقى كلاما لكن ترجمة الكلام إلى أفعال غير موجود فالوطن أعطى الكثير ويريد من يرد الجميل إليه بالمحافظة على أمنه واستقراره ويريد نهضة ووعيا لدى المواطن بأن كل فرد في المجتمع منوط به جانب ما في رفعة الوطن في الإخلاص بالقول والفعل وصيانة الأمانة والمسؤولية التي حملها ولي الأمر للبعض في دفع عجلة التنمية والمحافظة على أموال البلاد والعباد وعدم استباحة أموال الدولة فهي ملك للجميع والبعد عن الإسراف والتبذير في أمور ما أنزل الله بها من سلطان ....؟؟ *لا شك أن القضاء في العالم العربي في بعض الدول قضاء نزيه شامخ ذروة سنامه العدل المطلق لا يحكم بناء على التعليمات أو يتلو القاضي الحكم الذي يأتيه في ظرف مغلق وإنما بناء على أدلة دامغة واضحة وضوح الشمس وليست ملفقة؟؟ أو هو يعلم علم اليقين أن من يقف أمامه بريء براءة الذئب من دم سيدنا يوسف عليه السلام أو كأن القاضي لم يسمع أو يقرأ سورة سيدنا إبراهيم عليه السلام وما جاء فيها من الوعيد الشديد وما ينتظر الظالمين من مصير؟؟ نسأل الله لنا ولكم السلامة ....