13 سبتمبر 2025

تسجيل

هل نحن من نجبرهم عليها؟

07 ديسمبر 2013

تكتسب الحياة ألوانها من الواقع الذي يحيط بالأفراد، فإن كان الواقع مقبولا وشهد منهم تقبلاً صريحاً لكان لونها هو اللون المفضل بالنسبة لهم، وإن لم يكن كذلك لتحول اللون لكل ما يُعبر عن التعاسة والحزن، والحياة قبل أن يفرض عليها الواقع لوناً (ما)، فإن الأفراد الذين يتشاركون معانيها يساهمون أيضاً بعملية تحديد اللون المعني، والذي تدور عليه ومن حوله عجلة الحياة، خاصة أن هذه الأخيرة لا يمكن أن تقوم وحدها، ولكنها تلك التي تعتمد على مشاركة الأفراد وتعاونهم معاً؛ لتحقيق الكثير من الأهداف التي تحافظ على سلامة النوع الإنساني، والتي تتأثر كثيراً بالمنغصات التي تؤثر عليها سلباً، ويمكن أن تُفقد الحياة لونها الجميل؛ لتستبدله بلون آخر لا يمت للجمال بصلة، في وقت نحتاج فيه إلى القليل من ذاك الجمال، وتحديداً حين يغلبنا التعب، يُهددنا العجز، ويحرمنا الخوف من التعرض لكل ما يُهين كرامتنا الإنسانية، وهي كل تلك العوامل التي تحيط بالآباء في مرحلة من مراحل الحياة التي يمكن ان يتجمد معها العطاء، فتُفرض عليهم العزلة الإجبارية، التي يقبلون بها فتفيض عليهم بكثير من الوحدة، التي تُجمد ومع مرور الوقت أدوارهم، وتُنهي كل صلاحياتهم، فينتهي بهم الأمر وهم أكثر عزلة وابتعاداً عن الآخرين، حتى يجدوا لهم من يحاول إخراجهم من تلك الدائرة التي وإن انجرفوا إليها ودخلوها؛ لضاعت الكثير من حقوقهم دون أن تُبدي نية العودة، وهو ودون شك ما لا نرجوه لكل أب قدم حياته لحياته وكل من فيها، ولا يستحق وفي المقابل إلا رد المعروف بالمعروف، الذي سندركه من خلالكم أيها الأحبة. من همسات الزاوية الثالثة ما تزرعه اليوم لاشك ستحصده غداً، وما تفعله لغيرك لابد أن يفعله غيرك (لك) و(بك)؛ لذا فإنه ومن الأجدر أن تفكر بكل ما تقوم به جيداً وبكل خطوة تُقدم عليها، فلا تتسبب بخلق تعاسة قد لا تكتشفها اليوم، ولكنك ستدركها غداً. لربما تشترك الظروف بما يمكن أن يؤثر على قراراتنا بحق من نحب، ولربما نفعل ما نفعل ونحن لا ندرك حجم الجرح الذي نتسبب به لهم، ولا عيب أن نرتكب الحماقات، ولكن العيب كل العيب أن نتمادى ونسمح لتلك الحماقة بأن تتمرد علينا أكثر دون أن تجد من يردعها عن فعل ذلك، مما يعني أن ما فات من حياتك قد فات، ولكن الخير فيما سيتبقى لك منها، فإن كنت مقصراً فيكفي بأن تبدأ منذ هذه اللحظة بغير ذلك. أكد وجودك لمن يحبك، وفكر ملياً بهم، دون أن يقتصر الأمر على فرد من أفراد أسرتك دون الآخر، فالاستيقاظ يحتاج منك إلى قلب طيب لابد أن يفكر بالجميع، خاصة من ساهموا بوصولك سالماً إلى هذه الحياة، التي يجدر بك ومن خلالها أن ترد بعض ما قد حصلت عليه منها بفضلهما عن طريق رد الجميل وعدم التنكر لهما، ولتكن البداية من هذه اللحظة التي يجدر بك أن تفكر بهما وبشكل أكبر؛ لتقترب منهما أكثر، وتقدم لهما كل ما يُعبر وسيُعبر لهما عن حبك ولا يعتمد على الماديات ولكن التواصل المعنوي وما يُمكن بأن يُقدمه لهما، ولاشك بأنك وإن فعلت فإنك ستكتشف من الحياة جوانباً جميلة لربما لم تكن قد أدركتها واكتشفتها من قبل.