10 سبتمبر 2025
تسجيللقد كتب الكثير والكثير من الكلمات على لسان كل مواطن ومقيم للتعبير عن السعادة والفرحة والنصر لنجاح قطر في الفوز باستضافة كاس العالم 2022. والحقيقة انني وقفت كثيرا امام هذا الفوز والانتصار للتأمل في هذا الحدث العظيم الذي اثبت للعالم ان قطر تستطيع أن تفرض احترامها على الشرق والغرب وأن تنتزع حقها المشروع متى توافرت لديها قيادة من طراز قيادتنا الرشيدة.. ان لهذا الحدث العديد من المدلولات اولها ان هذا الفوز يدركه الناظر للعالم اليوم بعيون فاحصة انه جاء بعد ان اصبحت قطر بدبلوماسيتها الواعية بقيادة سمو الأمير المفدى في مقدمة الدول. فقطر أصبحت دولة مهمة في كل المحافل ومؤثرة في كل القضايا الدولية والإقليمية. فقطر بفضل قيادتها الحكيمة اصبحت بلدا ينبغ في تغيير وجوه الحياة على أرضه، ويسابق الزمن في تحقيق الإنجازات والمكتسبات، ويرنو إلى عالم يسوده السلام والاستقرار والحوار فهو يسعى إلى تعايش الحضارات بالحوار الرزين والواعي الذي يفضي إلى تعاون الشعوب، وتحولها إلى أسرة إنسانية كبيرة تتعاضد في النوازل وتتكافل في كل الصروف والخطوب مع كل الشعوب لتصبح قطر شريكا استراتيجيا للعالم في ازماته لها مصداقيتها في كل المواقف. فقد قامت بحل الكثير من الملفات السياسية التي كانت تعاني منها الكثير من الدول العربية والاجنبية على السواء. المدلول الثاني ان انتصار قطر امام دول عظمى مثل الولايات المتحدة الامريكية واليابان وكوريا واستراليا لاشك هو انتصار للطموح والاجتهاد والإرادة التي تستمد قوتها من إيمان قيادتها ومن صدقها العظيم للنهوض بهذا الوطن والانفتاح على العالم ليقنع اغلبية المجلس التنفيذي للفيفا بقدرات قطر على استضافة هذا الحدث العالمي باقتدار وانها تمتلك الإمكانات والقدرات البشرية والتنظيمية ذات المواصفات العالمية، والمناخ المناسب لاحتضان مثل هذا الحدث الدولي المهم الذي تتطلع كافة شعوب العالم للمشاركة فيه ومتابعة منافساته. والمدلول الثالث ان هذا الانجاز لم يكن وليد هذه اللحظة بل كان نتاج خطط وبرامج وسياسات على كافة الاصعدة الاقتصادية والتعليمية والسياسية والاجتماعية بدات منذ سنوات هدفت الى تطوير كل اوجه الحياة لتصبح قطر دولة عصرية في كل المجالات. فقد استطاعت هذه السياسات ان تفرز لنا فارس الحلم العربي الشيخ محمد بن حمد آل ثاني الذي أثار إعجاب وتقدير كل من تابع أسلوبه الرائع في إدارة ملف قطر 2022 ومن معه من الشباب الذى تحدث امام الجميع بلغات العالم العربية والانجليزية والفرنسية والاسبانية بهذه الطلاقة والفصاحة دليل على نجاح تعليمنا في قطر ان يخرج لنا هذا الشباب الذي أبلى بلاء حسنا للوصول إلى النتيجة المشرفة. ان من حق شعب قطر أن يفخر بهذا الإنجاز العالمي ومن حقه أن يحتفي بقيادته الواعية التي وعدت فأوفت، فقطر أدهشت العالم بقدرتها وقبولها التحدي وأعادت للعرب أمجادهم لأنها تملك العزيمة والإرادة اللتين قادتا للفوز بتنظيم هذا الحدث العالمي وشرفت العرب والمسلمين وأثبتت للجميع أن تحقيق الإنجازات لا يقاس بحجم مساحة الدولة أو عدد سكانها. ولاشك ان مدلولات الانتصار كثيرة ولكن المساحة محدودة لهذا فان للحديث بقية. [email protected]