20 سبتمبر 2025

تسجيل

التهديد الإسرائيلي بالنووي

07 نوفمبر 2023

تعكس التصريحات المستفزة التي هدد فيها أحد وزراء حكومة الكيان الإسرائيلي بإلقاء قنبلة نووية على قطاع غزة، الوجه البغيض لتطرف ووحشية الاحتلال الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني وانتهاكاته الخطيرة والمستمرة على القطاع، واستهتاره بأرواح الأبرياء وبالقيم الإنسانية والأخلاقية والقوانين الدولية، خصوصا في ظل الضوء الأخضر والغطاء الذي أصبح المجتمع الدولي يوفره للاحتلال في حربه المفتوحة على الشعب الفلسطيني المحاصر في غزة. إن التهديد بضرب قطاع غزة المحاصر بقنبلة نووية، ليس سوى امتداد للسياسة التصعيدية التي تتبناها حكومة الكيان الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وهو بمثابة تحريض خطير ودعوة للإبادة الجماعية، ويكشف حقيقة النظام الإسرائيلي العنصري ونظرته للشعب الفلسطيني، وتفشي خطاب التطرف والكراهية والتحريض على العنف والإرهاب المنظم واستمرار جرائم الإبادة الجماعية التي يواصل الاحتلال الإسرائيلي ارتكابها يومياً ضد الشعب الفلسطيني. لقد فتح هذا التهديد الباب أمام الكثير من علامات الاستفهام حول الموقف الدولي الذي يغض الطرف عن السلاح النووي الإسرائيلي، وازدواجية المعايير في هذا الشأن، وتجاهل الدعوات المستمرة بشأن جعل منطقة الشرق الأوسط خالية من السلاح النووي ونزع السلاح النووي. إن المجتمع الدولي مطالب بالتعامل بجدية مع التصريحات الإسرائيلية بشأن التهديد بضرب قطاع غزة المحاصر بقنبلة نووية وأخذها على محمل الجد، وألاّ يكتفي العالم بالإدانات وحدها، بل ينبغي أن يتبعها تحرك عاجل من المجتمع الدولي على أكثر من مسار، سواء في اتجاه الضغط على الكيان الإسرائيلي لوقف العدوان والمجازر التي يتعرض لها الفلسطينيون في قطاع غزة والضفة الغربية والقدس، أو على صعيد توفير الحماية اللازمة للشعب الفلسطيني، فضلا عن اضطلاع مؤسسات المجتمع الدولي المعنية مثل مجلس الأمن والمحكمة الجنائية الدولية والوكالة الدولية للطاقة الذرية وغيرها، بمسؤولياتها المنصوص عليها في القانون الدولي والمواثيق والقرارات الدولية.