24 سبتمبر 2025
تسجيليتجاوز الاستيطان الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية كونه أمراً يشكل انتهاكاً خطيراً للقانون الدولي، إلى أكثر من ذلك، حيث يتواصل إرهاب المستوطنين واعتداءاتهم على الفلسطينيين، دون توقف وتحت حماية قوات الاحتلال الإسرائيلي. لقد تصاعدت اعتداءات ميليشيات المستوطنين المسلحة ومنظماتهم الإرهابية اليومية ضد المواطنين الفلسطينيين العزل، وكان آخرها الهجوم الذي نفذه أكثر من 200 مستوطن على أحد المتنزهات العائلية في منطقة يطا بالخليل، بجانب هجوم آخر على منازل الفلسطينيين في قرية بمحافظة نابلس.. وهذه الهجمات الإرهابية التي جرت أمس هي أحدث حلقة في مسلسل طويل من الاعتداءات على الفلسطينيين، حيث وثق مكتب منسق الشؤون الإنسانية في الأراضي المحتلة التابع للأمم المتحدة، 287 حادث اعتداء متصلاً بالمستوطنين في الضفة، بما فيها شرقي القدس أدت إلى وقوع أضرار في ممتلكات الفلسطينيين، ونحو مائة اعتداء نتجت عنها إصابات بين الفلسطينيين، وذلك منذ بداية العام الجاري وحتى أكتوبر الماضي. إن حكومة الاحتلال وأذرعها المختلفة تتحمل المسؤولية الكاملة والمباشرة عن انتهاكات وجرائم المستوطنين وعناصر الإرهاب اليهودي، خصوصاً في ظل الدعم والإسناد والحماية التي توفرها على المستويات كافة السياسية والقانونية واللوجستية والتدريبية والمالية، للمستوطنين ومنظماتهم الإرهابية، حيث يلاحظ التصعيد الواضح في الاعتداءات على الفلسطينيين خلال الفترة الأخيرة. وحسناً تفعل السلطة الفلسطينية بإعداد قوائم بأسماء منظمات المستوطنين الإرهابية وعناصرها في الأراضي المحتلة ليس لملاحقة ومحاسبة هؤلاء فقط، وإنما كل المسؤولين المتورطين في جريمة الاستيطان في دولة الكيان الإسرائيلي. إن صمت المجتمع الدولي على جرائم الاحتلال وإرهاب مستوطنيه، وضمان الإفلات من المساءلة هو ما يغري حكومات الكيان الإسرائيلي على التمادي في عدوانها المستمر على الشعب الفلسطيني، وهو وضع آن الأوان للعالم العربي والإسلامي للتعامل معه بموقف موحد.