16 سبتمبر 2025

تسجيل

لِـقَـطَـرَ نَـعْـمَلُ.. لِـقَـطَـرَ نَعِـيْـشُ

07 نوفمبر 2016

الواقعُ يفرضُ على أنديتِـنا الرياضيةِ أنْ تُمارسَ أنشطةً اقتصاديةً تعودُ بمدخولاتٍ ماليةٍ تساعدُها في تمويلِ أنشطتِـها، وتُخْـرِجُـها من حالةِ التَّـقَـيُّـدِ بالـموازنةِ السنويةِ الـمُحَـدَّدَةِ لها من قِـبَـلِ الدولةِ، وتجعلُ من دعمِ الـمُموِّلينَ فائضاً يتيحُ لها تفعيلَ خططِـها لتطوير فِـرَقِـها الرياضيةِ والوصولَ بها إلى مستوًى عالٍ من الاحترافِ. والحديث هنا، عن استثماراتٍ في الـمنشآتِ كبدايةٍ، بحيث تتجه الأندية للاستثمار في القطاع الإسكاني أو في الـمجمعاتِ التجارية ذات الـمردود الثابتِ والـمتزايدِ بمرور الزمن.. ثم الانتقالُ التدريجيُّ للانخراطِ في مشروعاتِ الصناعةِ الرياضيةِ التي ننتظرُ أن ترى النورَ خلال عقدين. وهو استثمارٌ بعيدُ الـمَدى يهدفُ لتخليقِ مواردَ ماليةٍ في الـمستقبلِ، تجعل من الـممكن وضْـعَ خططٍ على مراحلَ زمنيةٍ للنهوضِ باللعباتِ وتأمينِ موازناتٍ تؤمِّـنُ استقطابَ لاعبينَ محترفينَ ذوي كفاءات ومهاراتٍ فنيةٍ عالية. بالطبع، سيُقالُ إنَّ هذا الطَّـرْحَ نظريٌّ لأنه يتحدثُ عن مشاركةٍ في أنشطةٍ اقتصاديةٍ دون أنْ يتطرقَ لكيفيةِ توفيرِ رؤوسِ الأموالِ اللازمةِ لذلك. وهنا، نؤكِّـدُ أنه عمليٌّ وواقعيٌّ لعدَّةِ أسبابٍ، أهمُّـها أنَّ القيادةَ الحكيمةَ حريصةٌ على تذليل كلِّ الـمُعوِّقاتِ التي تعترض سبيلَ النهضةِ الرياضيةِ، وتُسَـخِّـرُ وزاراتِ الدولةِ لخدمةِ أيِّ تَـوَجُّـهٍ تَنمويٍّ، ولن تألوَ جهداً في الإيعازِ لتوفيرِ دعمٍ ماليٍّ لأي نشاطٍ اقتصاديٍّ مدعومٍ بمخططاتٍ تفصيليةٍ ودراساتِ جدوى مُحكمة.. وقد يكون الدعمُ في هذه الحالة كدينٍ طويلِ الأجَـلِ يُسَـدَّدُ للدولةِ من الرَّيعِ الـمُنتظرِ للأنشطةِ. وبالإضافةِ إلى ذلك، يمكننا الحديثُ عن تمويلِ الأنشطةِ عبرَ إقامةِ صناديقَ مُساهَـمَـةٍ يشتركُ فيها الـمواطنونَ بحيثُ تعودُ الفائدةُ منها على الأنديةِ والإنسانِ القطريِّ والـمجتمعِ كُلِّـهِ. ولأنَّ الحديثَ في الاقتصاد، فإنَّ من واجبِ إداراتِ الأنديةِ أنْ يكونَ فيها خبراء في الاقتصاد والتسويقِ يستطيعون استجلاب دعمِ الشركاتِ للأنشطةِ الاقتصاديةِ بحيث تستفيدُ الأنديةُ والقطاعُ الخاصُّ، وتكونُ العلاقاتُ بين الطرفينِ مَصلحيةً بنَّاءةً لا تتأثَّـرُ بالمستوى الفنيِّ الـمُتذبذبِ صعوداً أو هبوطاً للأنديةِ، وبخاصةٍ في اللعبةِ الجماهيرية الأولى . كلمة أخيرة:عصرُ الاحترافِ، تقومُ مبادئه على روحِ الـمُبادرةِ الخَـلَّاقةِ، والذينَ يُصِـرُّونَ على البقاء في نفسِ الـمربعِ، ويَـتَـعَـذَّرونَ بالواقعيةِ، هم أولُ الخاسرين الذين سيجلسون على قارعةِ الطريقِ يُخفيهم غبارُ قافلةِ النهضةِ التي تسيرُ قُدماً، وبخطًى واثقةٍ ثابتةٍ.