12 سبتمبر 2025

تسجيل

فلنعمل على إيجاد تلك العدسة

07 نوفمبر 2015

هناك الكثير من الأشياء التي قد لا نراها بحجمها الحقيقي، فتبدو لنا تارة أصغر مما هي عليه، وتارة أخرى أكبر مما هي عليه حتى إن الوضع قد يصبح مربكاً في بعض الأوقات، الأمر الذي يتطلب منا الإقدام على خطوة جدية تساعدنا على تجاوز ما نحن عليه، وذلك بإدراك الحجم الحقيقي لكل ما نعيشه؛ لنتعايش معه؛ وكي نفعل وندرك ذلك فعلاً فإن الأمر يتطلب منا التجول بعدسة دقيقة يمكنها القياس وبشكلٍ أكثر من جيد؛ كي تكون أحكامنا صحيحة ولائقة تليق بأفعالنا التي تكون منا، مما يعني أن أمر تلك العدسة هو ما سيضبط كامل الأمور؛ لذا سنعود ومن جديد إلى ضرورة إيجادها، وما يجدر بنا معرفته قبل أن نفعل هو معرفة أنها ليست تلك العدسة التي سنجدها في الأسواق، بل تلك التي نقصد بها القلوب القادرة على التفحص؛ لإدراك حجم كل الأشياء التي تحيط بنا، وتصلح لتلك المهمة وبإتقان تام بفضل الخبرات التي تحصدها وتخرج بها من تجارب الحياة، التي تنميها أكثر، وتتطور بفضلها؛ لتصبح أقوى بكثير مع مرور الوقت. إن معرفة الأحجام الحقيقية يتطلب تفتح العقول من جهة، وصفاء القلوب من جهة أخرى، فإن توافر الأول ومن بعده الثاني فستسهل المهمة، وسنرى حجم الفائدة وحجم الضرر، فنعمل على تكبير الأول، وتصغير الثاني بل وتقليصه حتى يختفي تماماً، ومن كل الأشياء التي يهمنا تقليصها هو الضرر الناجم عن كل ما نتفوه به من كلمات قد تخرج كـ (كلمات) ولكنها لن تصل إلى الطرف الآخر كذلك، بل كـ (لكمات) سيفقد معها وعيه، خاصة متى تكررت منا وبغرض ترك ذاك الأثر الغائر في النفوس دون أن نلتفت إلى حقيقة حجم الوجع الذي ستتسبب به لكل من سيتلقاها، وهو ما يحدث مع العديد من الأشخاص ممن يحرصون على متابعة مسلسل تلك اللكمات القاتلة، وبطريقة لا تخلو من التحرش، حتى ليحصدوا الأثر الذي يبحثون عنه، ألا وهو زعزعة ثقة الطرف الآخر، وبدم بارد يحرق الدم، فأما الشق الأول ألا وهو (الدم البارد) فهو ما يصف وضع المُرسل المُتحرش بآخر، يسعى إلى تدميره دون أن يلوث يداه، وأما الشق الثاني، فهو ذاك الذي سينزف حزناً دون أن يُدرك حجم الضرر الذي تعرض له سواه، فهو من سيعاني، سيتألم، وستتأثر حياته وعلى جميع الأصعدة، دون أن يجد له من يتفهم حجم ألمه؛ كي يساعده على تجاوزه؛ لينضم بذلك لقائمة طويلة عريضة تشمل من الأسماء الكثير ممن تعرضوا لذات المعاناة، ولكنهم لم يتمكنوا من التعبير عن حجم الوجع الذي يعيشون معه وللأسف الشديد بكل صمت لا يُتيح لهم الإفصاح عنه؛ لأنهم حتى وإن فعلوا فإنهم سيتعرضون للسخرية وفي أفضل الحالات، والحديث عن الأطراف المحيطة، التي لا تدرك حجم خطر التعرض للتحرش اللفظي، الذي يدمر النفوس ولا يُعمرها، والتجاوز عنه يزيد الطين بلة؛ لأنه يمرق الأمر وكأنه لم يكن، على الرغم من أن وقعه لا يُمسح، ويُخلف وجعاً يؤثر وبشكل جدي على الأداء الفردي، الذي يتجاوز حدود الفرد نفسه؛ ليمتد إلى الجماعة، حتى يأخذ حجماً كبيراً كان من الممكن تفاديه إن كانت البداية صحيحة، وهي تلك التي تؤكد على ضرورة تصفية قلوبنا وتطهير ضمائرنا؛ كي نتمكن من التعامل مع غيرنا بما يُرضي الله، فلا نتسبب بأي نوع من الأذى للآخرين يمكن بأن يظلمهم ويؤلمهم حتى يؤثر سلباً على حياتهم وبشكل خاص، وذلك بتعرضهم للعديد من الأمراض التي ومن الممكن بأن تُقصر أيام حياتهم، أو أن يؤثر سلباً ولكن على نطاق أوسع يكبر بقدر ما سيتضمنه الأمر من حقد سيمتد شره على الجميع (لا قدر الله ذلك)؛ لتفقد الحياة معناها، وتظهر بمظهر آخر لا يمت لها بصلة، وهو بالتأكيد ما لا نود حصوله أبداً؛ لذا فلقد قررنا طرح هذا الموضوع؛ لمعرفة وجهات نظركم حوله، وعليه إليكم ما هو لكم أصلاً. من همسات الزاويةحين تكون على حق فإن حقك يجعلك تنطق بما فيه كل الخير لك وللآخرين؛ لذا التزم بما لك من حقوق؛ كي تتجنب إيذاء غيرك، وإلحاق الضرر به، وتذكر بأن من يظلم فسيُظلم يوماً ما.