13 سبتمبر 2025
تسجيللعلنا حين تذكر كلمة تضحية نتذكر أول إنسانة خلقنا ونشأنا في حضن حنانها، وبين يديها الحنونتين، كبرنا من سهرها ومرضنا وتشافينا على دموعها، تحملت كل حرمان وتعب ومعاناة وألم من أجل ألانحرم مما نريد، حاربت من أجل أن تمر سنوات أعمارنا بسلام، وآثرتنا عن نفسها كي لاتشعر أننا نتمنى شيئاً ولا نستطيع الحصول عليه، هي أمي وأمك هي ذاك الطود الشامخ الذي كلما نظرنا إلى علو السماء رأيناه ينير سماء حياتنا، وكلما ضاقت بنا أيامنا جرينا بحثاً عن سعة قلبها وحضن حنانها الذي لايضيق، تظلم علينا أحداث الحياة فلا تستضيء عيون دنيانا إلا من نور وجودها وروحها التي تشعرنا مهما كبرنا ومهما هاجم المشيب رؤوسنا من أننا مازلنا أطفالا يبكينا العالم فنسرع لنرمي أنفسنا في حضنها لتكون مسحة واحدة من يدها الحنونة على رؤوسنا كافية لتضمد فينا كل جرح وكل ألم، نكبر ونتزوج وننجب أطفالاً نصارعهم ويصارعونا في دوامة نسميها التربية الصالحة خوفاً عليهم من قسوة الحياة ومفاتنها ومخاطرها، وحين نتعثر في إحباطاتنا لانجد ملجأً إلا الاستعانة بمن ربتنا وعلمتنا كيف يكون الجلد في الحياة، فنسرع لنلقي بأحمالنا وبأطفالنا عليها، لأننا نعلم علم اليقين أن من تحملنا وكافح لأجلنا طوال عمره لن يتوانى لحظة في إكمال المسيرة مع أبنائنا، فنجد في حضنها وفي وجودها وفي حكمتها أروع الحلول وأكمل النصائح، وخير العون، فنكمل مسيرتنا وتفاصيل تحياتنا وهي تعيش في بيتها هناك دون أن تنتظر منا أي مقابل أو رداً للجميل، فمجرد عطائها لنا تعتبره منحة لها وتكريماً لها، لسبب واحد فقط لأنها أم، فاللهم بقدر كل قطرة عرق من جسد أمي الطاهر، وبكل دمعة عين ذرفتها عينيها المتعبتين من تربيتنا وتربية أبنائنا، وبكل زفرة ألم تجرعتها في حملنا ووضعنا وتخفيف آلامنا، وبكل لحظة صبر قاستها في سبيلنا، وبكل حرمان عانته من أجل إعطائنا فأكرمها في الدنيا والآخرة بقدره أضعافاً مضاعفة، ومتعها بسمعها وببصرها وبصحتها أبداً ماأحييتها واجعلها ممن تقول لهم النار (اعبري فإن نورك أطفأ ناري) ولأمهاتنا جميعاً مثل ذلك ياأرحم الراحمين.