قطر.. صانعة السلام

انطلاقاً من إيمانها القوي بالمشاركة الفعالة في صنع السلام على المستويين الإقليمي والدولي، لا تدخر دولة قطر جهداً في بذل كل ما يمكن عمله، من أجل السلام والأمن والاستقرار والازدهار، وهي تعمل من خلال دبلوماسيتها الحيوية على مختلف الجبهات من أجل هذا الهدف، حيث جعلت من دبلوماسية الوساطة وحل النزاعات واحدة من أبرز ركائز سياستها الخارجية. وفي هذا السياق، تفخر دولة قطر بسجلها الحافل بالكثير من الوساطات الناجحة في حل النزاعات، ومعالجة الكثير من الملفات، التي يأتي على رأسها الملف الأفغاني، حيث وضعت وساطتها التاريخية الناجحة بين الولايات المتحدة وحركة طالبان حدا لأطول حرب أمريكية وأدت إلى انسحاب القوات الأجنبية من أفغانستان، وكذلك وساطتها البارزة في قضية دارفور بالسودان ونجاحها في إبرام سلام بين الأطراف المتنازعة، وأدوارها في لبنان، وفي إبرام اتفاقيات التهدئة لوقف حروب غزة، وفي القرن الأفريقي بين جيبوتي وإريتريا، وبين الصومال وكينيا، وغيرها من الوساطات الناجحة، والتي تتجاوز الحدود الإقليمية إلى المساهمة الكبيرة في جهود تحقيق الأمن والسلم الدوليين، ولعل آخرها صفقة تبادل الأسرى الناجحة بين الولايات المتحدة والجمهورية الإسلامية الإيرانية. لقد جاءت تصريحات سعادة الدكتور محمد بن عبد العزيز بن صالح الخليفي وزير الدولة بوزارة الخارجية لشبكة «سي إن إن» لتؤكد التزام دولة قطر بالعمل من أجل إيجاد أرضية مشتركة في المحادثات الأمريكية الإيرانية بشأن العودة إلى الاتفاق النووي، خصوصاً بعد نجاح صفقة تبادل الأسرى، الأمر الذي يمهد الطريق ويوفر بيئة أفضل ويعطي دفعة أقوى لمحادثات البرنامج النووي. إن جهود دولة قطر المستمرة لحل العديد من النزاعات حول العالم، تعكس مدى ثقة الدول المختلفة في الوساطة القطرية ودورها الحيوي والفعّال كصانع السلام.