23 سبتمبر 2025
تسجيلمنذ الثاني عشر من سبتمبر الماضي، تتركز أنظار العالم صوب الدوحة، حيث يتابع الكثيرون سير مفاوضات السلام الأفغانية الحاسمة، بين وفد الحكومة الأفغانية برئاسة الدكتور عبدالله عبدالله رئيس المجلس الأعلى للمصالحة الوطنية في أفغانستان، ووفد حركة طالبان برئاسة الملا عبدالغني برادر رئيس المكتب السياسي للحركة. ويسود التفاؤل بإمكانية نجاح جهود دولة قطر في دفع المفاوضات إلى الأمام وصولاً إلى سلام شامل في أفغانستان بعد نحو عقدين من الحرب، وهو تفاؤل مسنود بالنجاحات العديدة التي حققتها قطر في الوساطة وحل النزاعات، وآخرها الاتفاق الذي أبرم بين الولايات المتحدة وحركة وطالبان، وتسهيل عملية تبادل الأسرى بين كابول وطالبان، مما أدى إلى فتح الطريق أمام الأطراف الأفغانية للجلوس إلى طاولة الحوار من أجل وضع ملامح لأفغانستان المستقبل. ومما يعزز التفاؤل حول إمكانية نجاح المفاوضات، حرص حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، على بذل كل ما يمكن من جهد ودعم للأطراف الأفغانية لإحلال السلام في أفغانستان. وقد جاءت مباحثات سمو الأمير أمس مع فخامة الرئيس الدكتور محمد أشرف غني رئيس جمهورية أفغانستان الإسلامية، الذي يزور البلاد حاليا، في إطار هذه المساعي التي تهدف من جهة إلى تعزيز العلاقات الثنائية الوطيدة بين البلدين، ومن جهة أخرى إلى إعطاء دفعة أكبر لمفاوضات السلام الأفغانية الجارية حالياً في الدوحة. إن تنويه فخامة الرئيس الأفغاني باستضافة الدوحة للمفاوضات وإشادته بدور سمو الأمير وقطر وحرصها الشديد على إحلال السلام الدائم في أفغانستان، هو تعبير عن الامتنان وشهادة لجهود وساطة الخير التي تبذلها قطر من أجل تحقيق الأمن والسلام الذي يحلم به الشعب الأفغاني، وهي شهادة تضع أيضاً المزيد من المسؤولية على عاتق الدوحة للوصول بالمحادثات الأفغانية إلى بر السلام، كما فعلت في العديد من الملفات في المنطقة والعالم.