18 سبتمبر 2025

تسجيل

الحروب خراب ودمار

07 أكتوبر 2019

قاتل الله الحروب كم هي قاسية ومجرمة لا تعرف عدوا ولا صديقا، وقاتل الله كذلك من صنع أدواتها ومن فكر بها ومن تكسب من خلالها ومن خطط لها ومن جعلها وسيلة للتفاهم! فهي والله لعقيمة، فكم خربت من أوطان وكم سرقت من أحلام وكم بدلت النور بالظلام وكم أرعبت وشوهت من أطفال وكم هجرت من شعوب! وكم قتلت من ابرياء وكم رسمت من بؤس وشقاء وكم أفسدت على الناس حياتهم، وكم شوهت من جمال فأحرقت الوجوه والأجساد وأهلكت الحرث والنسل وكم ضيعت من ثروات وكم أفقرت البلاد والعباد! فلم تورث إلا التخلف في الأوطان والمجاعة والأمراض والحاجة والذل والهوان وكم فرقت بين أهل وأحباب! فهل يذكر لي أحد استفاد من الحروب غير مصانع الأسلحة وتجار الموت والمتاجرين بدماء الأبرياء؟، فالعالم يعيش بلا ضمير يتفرج على المآسي في كل مكان لا تهمه إلا مصالحه ولم يعد للعقلانية وجود فالأكثرية تدفع نحو التصعيد، وكان للعالم العربي نصيب الأسد، فالعقلانية غابت عنه من سنين ولم يعد للحكماء فيه مكان إلا قلة قليلة واستُبدلوا بالجهلة!، فما أحسن السلام وما أجمل منه! فعندما ترى غصن الزيتون وأبيض الحمام رمز السلام فهو لا يكلف شيئا فتزدهر في ظله الأوطان وترى التعمير والبنيان والتعليم والصحة في كل مكان، فمتى يأتي الأوان وتعيش شعوبنا العربية في بلدانها بسلام تتمتع بخيراتها؟ فمتى يكون للحياة الكريمة وجود؟ ومتى سوف العدل يسود ولا يبقى للظلم وجود؟ إلى متى يلقي شباب العالم العربي بنفسه في البحار يبحث عن شاطئ أمان يبحث عن لقمة العيش بين الأمواج في بحار المتوسط يريد أن يتنفس من أكسجين الحرية الذي لا يكاد له وجود في العالم العربي ينجو مرة من الغرق والأكثرية تموت؟ ويقول كما قال نزار قباني ليس لحبيبته انما للحياة الكريمة وللحرية ستفتش عنها يا ولدي في كل مكان وتسأل عنها موج البحر وتسأل فيروز الشطآن. فكم منهم وصل جثة هامدة فلم ير فيروزا ولا شطآن. [email protected]