12 سبتمبر 2025

تسجيل

الكتاب الرقمي

07 أكتوبر 2015

أعكف منذ أسبوعين تقريباً على نقل 1600 كتاب، إلى مكتبتي الرقمية بتقنية الـPDF، عن طريق رابطٍ أهداني إياه أحد الأصدقاء وينقل الكتاب دون جليل عناء يتجشمه مرتادو بعض المواقع المشهورة بتحميل الكتب. وقد فرحت بغنيمتي الجديدة، التي وفّرت لي مجموعة عزيزة ونادرة من الكتب حلمت بالحصول عليها دونما طائل، وصارت بينَ يدي كتب فكرية مهمة، وروايات عربية وعالمية شهيرة، ودواوين شعر مختلفة، لم أتمكن طيلة تجربتي مع القراءة وغواية اقتناء الكتب من الحصول عليها، إذ حصلت عليها مجاناً، ووضعتها جميعاً في ذاكرة لا تزن بضعة جرامات.ولكنّ التساؤل الذي تثيره ظاهرة الكتاب الرقمي أنّها من الأسباب التي تعجّل بوفاة الكتاب الورقي، الذي رافق التجربة الإنسانية في تحصيل المعرفة قروناً، وأنّ الكتاب الورقي أضاع حقوق دور النشر والكتّاب، وباتت عملية الكتابة تحدياً كارثياً يضع فيها الكاتب والناشر في موقف لا يحسدان عليه، فكتاب من 300 صفحة مثلاً يكلّف دار النشر عشرة دولارات يُنقل بواسطة الـPDF مجاناً وفي خمس دقائق على أبعد تقدير.تكاثرت مواقع نقل الكتب في الآونة الأخيرة، وباتت الشكوى منها مألوفة، إذ لا يكاد الكتاب أن يخرج من المطبعة حتى تجد من يعده إلكترونياً، وبعد تطوّر وسائط الاتصال وانتشارها بات في إمكان أصحاب الهواتف النقالة الحديثة واللويحات الإلكترونية نقل مئات الكتب إلى أجهزتهم، وقراءتها في سهولة قراءة الكتاب الورقي.آثرت منذ شهور خلت سؤال أكثر من صاحب موقع عن المبرّر الأخلاقي الذي يجعلهم يقدمون على نسف حقوق الكتّاب، في إطار تحقيق صحفي لم يستكمل، فأجابني بعضهم أنّ الكتّاب يهدون القارئ الكتاب بعد مرور فترة زمانية تكون النسخة الورقية منه قد استُنفدت ولعلّ تجربة الكاتب السعودي عبد الله الغذامي جديرة بالتقدير حين أهدى كتبه لطلاب جامعة فلسطينية بنقلها إلى تقنية الكتاب الرقمي، وأشار بعضهم إلى أنّ الترويج الإلكتروني للكتاب يحفّز كثيراً من القراء على شراء النسخة الورقية، لأنها أفضل في التصفح.ما زال الكتاب الورقي يلقى الإقبال، ولكنّ التحدّي كبير هذه المرّة، ولابدّ من حلّ يتجاوز كل الصعوبات.