29 أكتوبر 2025
تسجيلالصورة النمطية في ما يطرح على الساحة عن القضايا والمفاهيم المرتبطة بالإسلام والمسلمين لها امتداد تاريخي طويل، وهي تبلورت وتشكلت بشكل مغاير مرعب ومخيف في تغطية وسائل الاعلام العالمية خلال العقود الاخيرة، وبرزت بقوة بعد احداث الحادي عشر من سبتمبر والدخول في معارك ضارية داخل العالم العربي والإسلامي تحت شعار الحرب على الارهاب ومحاربة القاعدة في افغانستان و العراق وصولا الى سوريا والتحالف الدولي ضد تنظيم الدولة الاسلامية داعش. رغم ذلك هناك تصوران في التعامل معها الاول هو الرؤية التي تعتمد على اقتناص الفرص وتقديم رؤية ايجابية عن الاسلام وتعاليمه الحضارية، تقابله الرؤية المتشائمة العدائية السلبية التي لا ترى إلا الجانب الخاوي من الكأس دائما.تعد الساحة السياسية والاعلامية الامريكية مجالا خصبا للمعارك المفتوحة في الداخل والخارج خصوصا في هذه الاوقات التي تشهد اقبالا من المرشحين على الانتخابات الرئاسية الأمريكية القادمة 2016، فـي أحد أكثر المواقف العنصرية البغيضة، اشار المرشح الجمهوري بن كارسون الى انه لا يوافق على أن يستلم أي مسلم سُدَّة الرئاسة فـي الولايات المتحدة. كما رفض الملياردير الأمريكي، دونالد ترامب،، تصحيح شخص وجه له سؤالا قال فيه: "لدينا مشكلة في هذه البلاد وتسمى بالإسلام، ونعلم أن رئيسنا الحالي واحد منهم وأنت تعلم أنه ليس بأمريكي ، ولدينا مخيمات تدريب عسكرية تنمو حيث يريدون قتلنا، وسؤالي متى سنتخلص منهم؟. لكن الصحيفة العالمية الكبرى “نيويورك تايمز” لم تقف متفرجة عما يحدث وشنت هجوما ضاريا على هذه التصريحات المشينة ووصفت تصريح كارسون بالمتعصب والعبثي، ولعب بالنار لإرضاء قاعدة بيضاء غاضبة وساخطة من خلال تشويه صورة أقليات ومنها المسلمون، كما هاجمت موقف دونالد ترامب، ووصفته بالانتهازي،، تبعتها حملات انتقادات شديدة من كل من الناخبين الجمهوريين والديمقراطيين، والناشطين المحليين والمسؤولين الحكوميين. ان المطلوب من العرب والمسلمين خصوصا الذين يعيشون في الغرب او الولايات المتحدة هو التركيز على الفرص وانتهازها من خلال ابراز الاسلام من خلال سلوكيات اتباعه عمليا وليس نظريا من خلال الدعوة الى التواصل وتقريب المسافات مع الاخر والتركيز على الحوار مع الاخر ونشر التسامح والتعاليم والإنسانية والروحانية التي يحث عليها الدين ونبذ التطرف والعنف والإرهاب.