13 سبتمبر 2025

تسجيل

حزن الشتاء والصيف

07 أكتوبر 2014

راءٍ سماءَكِ والأضحى وما قـــــرؤوا في حضرة العيد إذ يغشاهمُ النبأُ عمّ تساءل هذا الحزن في بلدي؟ إن كان مؤتمِراً في ذبحه الملأُ أعشبتِ في فلواتِ الريحِ قافيةً غنّت لبلقيس ما غنّت لها سبأُ وحزتِ جمرةَ عشاقٍ على سفرٍ في زحمة الموت والموتى به صبؤوا قرأتِ للتين والزيتون أمنهما في رحلة الصيف كانونٌ بما خبؤوا أخطُّ حزنكِ تلميذاً حقيبته فوضى بلادٍ وأهلوه ومن لجؤوا أخطّ حزنكِ عام الفيل محتملاً عدوى الأبابيل تعوي والمدى صدَأُ أخطُّ حزنك في (لبيك) ما نطقت بها المدينة يوم العيد إذ بدؤوا ** والموت أيضاً يجب أن يستريح، ليداوم في المستشفيات النظيفة المكيّفة، حفارو القبور يجب أن يستريحوا، ليأخذوا أولادهم إلى حدائق جديدة في العطلة، القناص يجب أن يستريح، لتنمو في صدرة شجرة الندم، الذئاب يجب أن تستريح، لتختبر جوعها الأبدي، الغرباء يجب أن يستريحوا من تلويحة الأيدي للغروب، الشجرة يجب أن تستريح من دور الدريئة والأم، الملاعب يجب أن تستريح من دور المقبرة الجماعية والمعتقلات، نشرات الأخبار يجب أن تستريح من دور غراب الشؤم، الخياطون يجب أن يستريحوا من تفصيل الأكفان والأعلام المختلفة. *** أيتها البلاد الواضحة كشمس، أيتها البلاد الغامضة كتحيَّة، أيتها البلاد الأميرة الأسيرة الكسيرة، الممتدة كوشاح، البيضاء كحمامة، بدروبك (المدروزة) بأضواء باصات الليل الطويل، بمدنك المتثائبة في وجه السادسة صباحاً، بقراك المهجورة والعامرة، بإهابك المطعّم بالخناجر، بخريطتك المحبوكة بالمكائد، أيتها البلاد المخذولة، أيتها البلاد المنذورة للضباع والذئاب، في ليل لا ينبح فيه كلب، وخريف لم تبق فيه شجرة، لك وحدك أقول (كل أضحى وأنت بخير) أيتها الأضحية الجليلة. ** في الطريق إليك، كانت الغيمة خصلة عنب، وكانت الريح دالية، وأنا لم أكن غير طفلٍ يضمر للنهر شوق السفينة والعافية، يا بلادي هؤلاء الجبناء ومنهم أنا، البعيدون البعيدون، تعثروا بالهويات الجديدة، والجلود الحقيقية، والقحط الحقيقي، يا بلادي؛ وأنا أراك في يد ألف جلاد وجلاد، أرفع بياضي وأنتمي.