13 سبتمبر 2025

تسجيل

تناحر لا يليق بجلال ذكرى نصر أكتوبر

07 أكتوبر 2013

على مدى تسعة وثلاثين عاماً مضت، كانت ذكرى انتصار السادس من أكتوبرتَهِل على مصر في أجواء احتفالية هادئة وحافلة بالبهجة والفخار؛ وتستحضر معها، وتستلهم دروس العزة والاعتزاز بين كافة أبناء مصر وبقية الأسرة العربية؛ باعتبار أن ذلك الانتصارالمجيد قد أعاد إلى أمتنا العربية كبرياءها وكرامتها، بعد أن خلصها من مرارة الهزيمة وذل الانكسار..غيرأنه من "المؤسف" أن هذا العام يجيء احتفال مصر بالذكرى الأربعين لهذا الانتصار، وسط ظروف استثنائية، لا تليق بحلاوة النصر، وجلال الذكرى، وعظمة دروسها. فهي تتصادف مع حالة من التناحر السياسي الذى يشهده الشارع المصري، منذ الإطاحة بنظام الرئيس محمد مرسي. وهو تناحر من شأنه أن يعكر صفو الاحتفالات، خاصة بعد سقوط 44 قتيلاً،وأكثرمن مائتي جريح في اشتباكات بين مؤيدين لمرسي ،وبين قوات الأمن ومعارضين لمرسي، حسبما أعلنت وزارة الصحة المصرية. إن جلال ذكرى انتصارالسادس من أكتوبر وعظمته، اللتين صنعتهما دماء وتضحيات كل المصريين مع بقية أسرتها العربية؛ كانت تستوجب من كل الإخوة المصريين الالتفاف حولها واقتسام أفراحها؛ بعيداً عن حالات الاحتقان السياسي والتراشق الإعلامي المزري؛ ليقدموا المثل والقدوة للأجيال الجديدة، التي لم تعش أيام أحداث صناعة ذلك النصر العظيم منذ أربعين عاماً. كنا نتطلع ـ ومازلنا ـ إلى الأشقاء في مصر، من كافة القوى والتيارات السياسية، أن يسموا بأنفسهم فوق كل الخلافات؛ ويحتضنوا جميعاً تلك الذكرى، ويلتفوا وراء أبطالها وصانعيها، ضاربين مثالاً رائعاً فى الوطنية؛ خاصة أن مثل هذه الخلافات ـ باعتقادنا ـ خلافات عابرة وطارئة؛ وما كان لها أن تحوِّل أفراح مصر بتلك الذكرى الغالية إلى أحزان ومآتم. مطلوب من الإخوة في مصر هذه الأيام أن يتوقفوا عن حالة السجال السياسي؛ وألا ينساقوا نحو مزيد من العنف وإراقة الدماء هذه؛ احتراماً لدماء وأرواح الشهداء الذين صنعوا واحدة من أعظم أساطير ملاحم العسكرية الحديثة. وحتى لا يثيرتناحرهم أفراح وشماتة عدو مصر والعرب الأول — اسرائيل — التي أنهت حرب أكتوبر أسطورة جيشها الذي لا يقهر.. لتكن ذكرى نصرأكتوبر فرصة لرص الصف، والتسامح، وتجاوز الانقسامات في مصر.