13 سبتمبر 2025

تسجيل

حذاء بآلاف الريالات

07 سبتمبر 2021

قام أحد المحلات الأجنبية بتجربة تسوقية مجتمعية، للنظر في العامل المؤثر في عملية الشراء، فقام المحل باستبدال أسعار الأحذية ذات القيمة المنخفضة من50 دولارا إلى قيمته 600 دولار، أي بزيادة فاقت 100٪؜ من القيمة الأصلية، وتبين أن عملية الشراء ازدادت بشكل كبير جداً لتلك الأحذية والسبب ليس لجودة المُنتج بل بسبب القيمة!. وليُفاجأ المشترون عند الدفع أن القيمة المُعلنة هي قيمة وهمية وأن الحقيقة مُختلفة!. وعند سؤال المشترين عن أسباب التوجه للحذاء على الرغم من تواجده سابقاً وبقيمة أقل بكثير من القيمة الحالية فكان الجواب، الدعاية التي صاحبت الحذاء والقيمة العالية والتي أوحت بجودة الحذاء ورُقيه!. إن عملية التسويق هي فن يتقنه فئة من العاملين بهذا المجال مما يجعل المُنتج غير المرغوب به هو مُنتج مطلوب في السوق، ولكن السيئ في الأمر هو عملية التسويق المُخادعة لزيادة سعر المُنتج ولبيعه، وهُنا يجب على العميل الراغب بالشراء عدم الانبهار بالدعاية أو المُسوق للمُنتج بل يجب أن يُقيم المنتج بسعره المتوقع. • الماركة خدعة أم جودة إن الماركات العالمية لا تخلو من الجودة والإتقان، وذلك في عملية تصنيعها، ولكن ما سبب القيمة السوقية العالية لبعض الماركات دون الأُخرى، فهل نوع الجلد أو المعدن المُستخدم مُختلف، وما يتبين أن كثيرا من البضاعة تتشابه في نوع المواد المُستخدمة ولكن ما يعُطي القيمة للمنتج هو اسم الماركة بشكل كبير مما يفوق 60٪؜ من القيمة الواقعية والدعاية المُصاحبة له وسياسة تقليل كميات الموديل المتوفر بالسوق لكي يُعطي إيحاء بتميز المنتج عن غيره!. فعندما تتم عملية الشراء لمُنتج من ماركة مُعينة تتكون كمثال من الذهب والألماس نجد بالمقابل عند الرغبة في بيع المُنتج إلى مُتخصص في شراء تلك المعادن أن القيمة السوقية للمُنتج تنخفض إلى أكثر من 70٪؜ من القيمة الشرائية، وذلك بسبب بسيط أن هذه النسبة هي قيمة اسم الماركة وليس لثقل المعدن ومكوناته الفعلية!. • وقفات في السوق حذاء ماركة مصنوع من جلد تمساح طبيعي يُباع في التخفيضات بقيمة أقل من قيمته الأصلية بـ 20٪؜، ولاحقاً عند التصفية لدواعي تجديد نوع المُنتجات يُباع الحذاء ذاته بقيمة مُخفضة من السعر الأصلي بنسبة تصل إلى 80٪؜!. ساعة ماركة مصنوعة من مادة "ستان ستيل" فهي في سوق المعادن لا تتعدى قيمتها السوقية 10٪؜ من القيمة المعروضة في المتجر، وعندما توقف المصنع من إنتاج ذات الفئة من الساعة ازدادت قيمة الساعة عن قيمة المحل بما يفوق 300٪؜!. وهذه الأمثلة لا تجعل مجالاً للشك بأن القيمة المعروضة هي ليست قيمة جودة المُنتج، وإن كان المُنتج به الجودة، ولكن تكمن القيمة الأساسية في شعار الماركة فقط، ولهذا نرى مُنتجا بذات الجودة وبذات المواد المُصنعة ولكن بقيمة أقل بكثير بسبب اختلاف شعار الماركة. • مظاهر مُخادعة أصبحت الماركات العالمية ضرورة كمالية لا لحاجة وذلك على غير المنطق، وهي تختص في بعض الفئات التي ترى أن قيمة الإنسان محصورة فيما يرتدي وبما يملك، دون النظر إلى ثقافة الأشخاص وعطائهم وما قدموه لمجتمعاتهم، وهذا سبب الكثير من الإشكاليات الحياتية لفئات عدة في المجتمع، والتي انساقت خلف ذلك التيار وتحملت العبء المالي والحياتي لسد نقص غير موجود إلا في مُخيلتهم والتي تأثرت بمُحيط مُزيف في احتياجاته!. • فئة الظل ومن الناحية الأخرى خرجت فئة على برامج الهواتف تُقدم فيديوهات مُسجلة دون محتوى مفيد وأغلب ما يعرض عبارة عن نوع من الهرج والمرج، مع محتوى يغلب عليه عرض ملابس ومجوهرات باهظة الثمن ولماركات عالمية وأظنه سداً كما نراه لنواقص يعانين منها، واتضح منذُ فترة أن مجموعة كبيرة من هؤلاء يرتدون ماركات مُقلدة لإيهام مشاهديهم بأنهم فاحشو الثراء، وبالتالي يقع تأثيرهم السلبي على فئات في المجتمع والتي تنخدع بهم وتتحمل التكاليف المالية لتتشبه بهذه الفئة المُخادعة!. • الهدف لا يهدف المقال إلى الامتناع عن الحصول أو شراء مُنتجات ذات قيمة سوقية عالية، ولكن هو شأن للتطرق لإيضاح شأن هذه الماركات وحقيقة أسعارها، والدعوه إلى عدم التكلف من الفئة غير القادرة مادياً للانخراط فيما يسمى صيحات عالم الموضة وتوابعها، كما يحق للفئة المُقتدرة شراء ما تراه مناسباً لها. أخيراً احي حياتك قانعاً بما رُزقت به تنل بها نصيباً من الفرحِ، ولا تحي حياة أنت ناظر لها فتنال منها نصيبا من الهمِ!. bosuodaa@