16 سبتمبر 2025

تسجيل

صراع المذاهب!

07 سبتمبر 2016

مع بداية الألفية صحونا على انطلاقة المعارك غير المقدسة وانشغلت الساحة بالحرب على الإرهاب بعد غزوة 11 سبتمبر التي تحل ذكراها بعد عدة أيام، ودخلنا جميعا دولا وشعوبا في حالة مزرية من نشر الفوضى والدمار والحروب الأهلية في العراق وأفغانستان، سوريا وليبيا واليمن. وردا على اتهام العرب والمسلمين بنشر الإرهاب وترويج الفكر المتطرف في المناهج والمنابر ووسائل الإعلام، أقيمت المؤتمرات والندوات التي تدعو إلى حوار الأديان والتقارب مع الثقافات والحضارات المختلفة وإقامة المراكز والمنتديات التي سوقت للفكرة على مستوى إقليمي ودولي، ولكن للأسف كل ذلك لم يثمر إلا الرماد الذي تنثره داعش والجماعات الإرهابية المدعومة من أنظمة عربية وأجنبية وجماعات سياسية ومصالح ايديولوجية عابرة للحدود والقارات. وكما يقول شكسبير، إن البلايا لا تأتي فرادى كالجواسيس، بل سرايا كالجيش، ومن حوار الأديان إلى صراع المذاهب، حيث غدت قواعد الاشتباك مفتوحة وليس لها حدود وتحولت المنطقة بمؤسساتها وشعوبها إلى طوائف وملل ونحل متخندقة متحيزة ضد الآخر وضد بعضها البعض. توظيف الدين في السياسة كان حاضرا في المؤتمر الأخير في العاصمة الشيشانية، غروزني، أعاد تعريف هوية "أهل السنة والجماعة" وحضره رئيس الشيشان التابع لحكومة روسيا، وشيخ الأزهر وعدد من كبار رجال الدين، وتوصل في ختام بيانه إلى أن أهل السنة والجماعة يتمثل في الأشاعرة والماتريدية و إخراج أهل الحديث والسلفية منه. المؤتمر بدل أن يدعو إلى نبذ الإرهاب والتطرف ويطالب بتوحيد الصفوف وتجاوز الخلافات وبحتمية قبول الآخر والتعايش معه، فعلى عكس ذلك في تعزيز الانقسام والفرقة في داخل المذاهب التي تتآكل من الخلافات التي لا تنتهي حتى تبدأ من جديد. المؤتمر لم يشر إلى الاعتداءات الروسية بالصورايخ والقنابل على الشعب السوري ولم يجرم نظام الأسد والإرهاب الذي يمارسه بالقنابل المتفجرة، ولم يدن ايران على تداخلاتها واستثماراتها في الحروب الطائفية ولم يتطرق إلى اليمن والانقلاب على الشرعية والقتل والتدمير من قبل الحوثيين، ولم يشر إلى كلمة حق واحدة عند السلطات الديكتاتورية الاستبدادية التي تحكم بالحديد والنار في العالم الثالث الذي يعيش فيه معظم العرب والمسلمين.