16 سبتمبر 2025
تسجيلاجتماعات الدورة الـ 142 لمجلس الجامعة العربية التي تعقد اليوم الأحد على مستوى وزراء الخارجية، وصفها السفير أحمد بن حلي نائب الأمين العام للجامعة العربية بأنها من أخطر الدورات التي يعقدها المجلس، وهو وصف لا يجانب الحقيقة بالنظر الى حجم ونوعية القضايا والتحديات والتهديدات التي تمر بها المنطقة العربية.ففي العراق وسوريا، اصبح تنظيم الدولة الاسلامية يشكل تهديدا خطيرا للامن والسلم الاقليمي والدولي، بعد ان تمدد ليقتطع محافظات بأكملها عبر الحدود بين البلدين، مستغلا اجواء الخلافات الداخلية والنزاع الطائفي والتوترات التي اسهمت فيها حكومة نوري المالكي في العراق، وكذلك اجواء الصراع المسلح في سوريا بين فصائل المعارضة ونظام بشار الاسد، هذا فضلا عن عمليات الابادة والمجازر التي يرتكبها نظام الاسد والمليشيات الموالية له بحق المدنيين منذ 4 سنوات وسط صمت وتواطؤ دولي مريب.وفي الاراضي الفلسطينية، تبرز تحديات كبيرة امام الوزراء، على رأسها تداعيات العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة وكيفية ممارسة الضغوط اللازمة لتنفيذ اتفاق الهدنة، الذي ينص على رفع الحصار واعادة اعمار القطاع المدمر، فضلا عن المواجهة الحاسمة لانهاء الاحتلال، ووقف ممارساته الاستيطانية والتهويدية المتصاعدة في القدس والضفة الغربية، وانتهاكاته بحق المسجد الاقصى.وفي ليبيا، يحتاج الوزراء الى التعامل بحكمة مع الازمة التي ادت الى حالة من الانقسام في المجتمع الى درجة اصبحت فيها البلاد تدار بحكومتين وبرلمانين واكثر من جيش، في ظل تدخل اقليمي ودولي سافر أجج الصراع وصب مزيدا من الزيت على الازمة.وليس الحال في اليمن بأفضل من ليبيا، مع اشتعال جبهات القتال شمالا وجنوبا، حيث تدور معارك بين الجيش ومليشيات قبلية من جهة وجماعة الحوثي من جهة اخرى شمالا، وبين الجيش من جانب وعناصر تنظيم القاعدة من الجانب الآخر جنوبا. هذا فضلا عن الخلافات السياسية واستعراض القوة من خلال التظاهرات، والتظاهرات المضادة في العاصمة صنعاء، مما جعل اليمن على حافة الدخول في حرب أهلية.كل هذه الملفات الساخنة، التي ستكون على الطاولة امام وزراء الخارجية اليوم، تؤكد اهمية هذا الاجتماع، والحاجة كذلك الى استراتيجية جديدة وفعالة للتعامل مع هذه التحديات الخطيرة التي لم يعد مقبولا التعاطي معها بنفس الاساليب السابقة.