15 سبتمبر 2025
تسجيلما يربطنا ببعضنا البعض هو الحب الحقيقي، الذي نشأ بيننا منذ البداية التي شهدت انطلاقة صفحة (الزاوية الثالثة)، الحب الذي وُجِدَ على قاعدة أساسها الاحترام والتقدير، وكل ما يمكن بأن يجمعنا ويُقربنا أكثر، وبما أنه الحب ما يجمعنا، وهو ذاته ما تحدثنا عنه الأسبوع الماضي وبآخر لقاء جمعنا بكم، فلاشك بأنه ما سيمتد إلينا هذه المرة؛ لنواصل ما قد بدأناه، وندرك أكثر عن وجوده بيننا، وكما جرت العادة أيها الأحبة فإن ما تقدمه لكم هذه الزاوية هو كل ما يكون منكم؛ لنتحدث عنه معاً، ونتناقش بأمره معاً أيضاً، وبما أن حديثنا اليوم عن الحب فلابد وأن يكون لكم منا التالي: أحبتي لابد وأن ندرك بأن الحب أمر طبيعي ومشروع بيننا كبشر، ولكن الصورة التي يظهر بها هي ما تحدد حجمه في حياتنا، ووحده المشروع منه ما يستحق استمراره دون أن يجد من يقاطعه وبشدة، في حين أن غير ذلك يُجبرنا كأفراد على نبذه ورفضه، فإن جاء موافقاً للقسم الأول، فلاشك بأنه سيكون بيننا، دون أن ننتزعه، أو نحاول تدميره؛ لأنه الطبيعي الذي يستحق بأن يجد فرصته بيننا في الحياة، حتى وإن رفضه أي طرف من الأطراف، أو قلل من قيمته؛ ليغيب عنا ولفترة من الفترات، يمكن بأن تنتهي متى أكدنا على أهميته، وغرسناه في قلوب أطفالنا منذ الصغر، فلا نتذمر منهم ومن عدم اعترافهم به حين يكبرون، ويتنكرون للحب الذي لم يُغرس فيهم من قبل، كما يفعل البعض، وتكون النتيجة وخيمة، لا يقبلها أي أحد. حين طرحنا الموضوع الأسبوع الماضي كنا نريد التأكد من وجود الحب بيننا، فكان وأن طرحنا هذا السؤال: هل هو بيننا أصلاً؟ ومن خلال ما بلغنا منكم فنحن على يقين من أنه بيننا فعلاً، والحق أن كل ما بلغنا منكم قد حسم الإجابة، ولكن ما أدركناه هو أن ما نطمح إليه ولا نجده بيننا، أو نحلم به بأشكال لا تمت للواقع بصلة، هو ما يجعلنا نغفل ما هو أمامنا وإن كان أمامنا أصلاً. أيها الأحبة، إن أهم ما يجدر بنا البحث عنه في حياتنا؛ لنعيشها وبكل سلام قبله الحب، هو إيجاد السلام الداخلي الذي سيجلب الحب من بعده؛ لينطلق من الأعماق، فيظهر من خلال كل ما نقوم به في حياتنا، وينعكس على المحيط الذي يحتوينا، ويحتاج إلى الكثير من الحب الذي يبدأ من الاحترام والتقدير وكل ما نحتاجه؛ كي تكون الأمور على خير ما يرام وتضمي بنا الحياة نحو بر الأمان حيث الأمان الحقيقي الذي نبحث عنه ونحتاج إليه. من همسات الزاوية الثالثة الحب جرعة لابد منها إذ يمكن لنا بأن ندرك طعم الحياة إن وجدناها تلك الجرعة، التي ستجري مجرى الدم في الجسد، وستحركه؛ ليمضي نحو حياة تُسعده وتُبهجه وترفعه كما يريد، وبعيداً عن كل الهموم التي يمكن بأن تمنعه من التحليق وبلوغ قمة الإنسانية التي يحلم بها. الحب هو الحق الذي يبحث عن قلب صاحبه قبل أن يفعل ويبحث عنه هذا الأخير؛ ليحتويه ويهتم به، فيدرك من الحياة حياة جديدة. الحب واجب لابد وأن نهتم به؛ لنُسلم الأمانة إلى أصحابها، ويعود إلينا وفي المقابل. الحب هو المُحرك الأساسي لكل قلب يرغب بأن يمضي نحو كل ما يريده دون أن تقتله الصعاب. الحب هو ما ننادي به؛ كي ننعم برغد الحياة، التي يجدر بنا التعرف عليها من الآن وتحديداً حين يقول كل واحد منا لمن يحبه بأنه يحبه فعلاً، فهو ما يجدر به بأن يكون وذلك؛ لأن من سنجده الآن لنلحقه بهذا الاعتراف قد لا نجده غداً فيكون له ما كان ليكون منا اليوم، وهو ما سيزيد من تعاسة الوضع، الذي يمكن بأن يسلم من كل ذلك إن قمنا بالواجب قبل أن يفوت الأوان؛ لذا بادر ولا تتأخر وستنعم إن شاء الله.