21 سبتمبر 2025

تسجيل

السعودية صانعة الازمات

07 أغسطس 2018

تكشف الأزمة الدبلوماسية بين الرياض وأوتاوا، عن خلل منهجي لدى السعودية في التعاطي مع حقوق الانسان، فضلا عن سياقات مضطربة باتت تميز علاقاتها مع الدول الغربية، كشفتها الازمة الدبلوماسية مع كندا إن لم نقل المجتمع الدولي، فرد الفعل السعودي ازاء الانتقادات الكندية لأوضاع حقوق الانسان، كان مبالغا فيه، ويكشف عن ارتباك وتهور . من المؤسف ان يعبر الامين العام لمجلس التعاون الخليجي عبد اللطيف الزياني، عن تأييده لاجراءات السعودية، وهذا الموقف لا يعبر عن رأي دولة قطر، لأن ما يجمع "الدوحة" و"أوتاوا" علاقات وطيدة تمتد لعقود، ومن حق الدول والمنظمات التعبير عن رأيها لا سيما عندما يرتبط الأمر بانتهاكات حقوق الإنسان وحرية التعبير. الازمات باتت سمة للسعودية، التي توترت علاقاتها مع العديد من العواصم الغربية خاصة بعد حصار قطر والانتهاكات في حرب اليمن التي وصلت إلى حد جرائم الحرب كما اعتبرتها منظمات دولية حقوقية، وهذا يستدعي اعادة النظر في منهجية سياستها الخارجية مع الاشقاء والاصدقاء، والتعاطي الايجابي مع الاسرة الدولية، فالاصل ان تكون هناك لغة تفاهم حول القيم الايجابية كقواسم مشتركة بين المجتمعات. ولعل اكبر مأزق أخلاقي  هو الحط من الكرامة الانسانية بإجراءات تعسفية، فحقوق الانسان لم تعد شأنا داخليا، وعلى السعودية أن تدرك أنها ملزمة - بموجب الاعلان العالمي لحقوق الانسان - باحترام الكرامة الانسانية والحقوق المتساوية للبشر.