الجزيرة.. إسرائيل ودول حصار قطر

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); دأبت دول حصار قطر منذ بداية الأزمة الخليجية على التأثير على الإعلام والرسالة الإعلامية، فبات إعلام دول الحصار يبث نفس الرسالة بنفس التوجه وبنفس المفردات المتطابقة، كما انها لم تتوان عن إغلاق كل المنصات الإعلامية التي لا تنطق بسياستها، حتى أنها زجت في حصارها بأكاديميين ومفكرين وكُتَّاب كان لهم احترامهم. مالم يكن متوقعاً هو ما صرحت وقامت به إسرائيل حول قرارها بإغلاق قناة الجزيرة واستنادها الى دول "عربية سنية" في قرارها لإغلاق مكاتب الجزيرة وحظر عملها، حيث بررت إسرائيل ما قامت به بنفس تبرير دول حصار قطر أي " التحريض على الإرهاب والعمل لصالح حماس" وهذه سابقة، بأن تكون دول حصار قطر قدوة لإسرائيل في الاقتداء بها وإغلاق قناة الجزيرة. ترى ما سر الإنزعاج من قناة إخبارية مثل الجزيرة، بالرغم من أن هنالك مئات القنوات تبث على مدار الساعة؟ و لمَ تُستهدف الجزيرة دون غيرها، ولمَ تُستهدف فقط أثناء الأزمات والحروب؟ بلا شك انها الخشية من سماع آراء متعددة ومختلفة، فقد أُستهدف وقُصف مكتب الجزيرة في أفغانستان عام 2001، وبحسب تسريبات ويكيليكس هددت بالقصف من قبل الإمارات قبل الغزو الامريكي للعراق عام 2003، وأراد جورج بوش قصفها أيضا، وكذلك استُهدف مكتب الجزيرة من قبل قوات الاحتلال الاسرائيلي خلال حرب غزة، وها هي إسرائيل اليوم تغلق قناة الجزيرة اقتداءً بدول الحصار، هذه المرة تحاول اسرائيل اخفاء ممارساتها العدوانية واعتداءاتها المتكررة في المسجد الأقصى، كذلك وبما أن رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو يخضع لتحقيقات لتورطه في قضايا فساد فإغلاق قناة الجزيرة ما هو الا تغطية على جرائم الاحتلال الاسرائيلي وتورطه شخصيا في قضايا الفساد. من المفارقات فيما يحدث، أن اسرائيل تتغنى دوماً في المحافل الدولية بأنها الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط، وكذلك فعل السفير يوسف العتيبة الذي قال في مقابلته إنه يريد حكومات علمانية في الشرق الأوسط، وما بين الديمقراطية والعلمانية تضيق آفاق هؤلاء عند قناة الجزيرة، فهي لا تبث ما يودون سماعه أو مشاهدته، فالعلمانية والديمقراطية التي يؤمن بها هؤلاء لا تعترف فيما يبدو بأي رأي آخر، ولابد من أن القناة ذات تأثير لدى المتلقي وإلا فلماذا كل هذا الضجيج حول قناة الجزيرة؟ كذلك، هل التقارب السني - الاسرائيلي الذي تحدثت عنه إسرائيل علانية، وتحدثت عنه بعض الدول السنية في الخفاء يبدأ بمحاربة وإغلاق قناة الجزيرة؟ بناء على التصريحات والتحركات الرسمية يبدو أنها بالفعل بداية التقارب.